رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نبايع الملك سلمان .. ونترحم على الملك عبد الله

رغم أن الموت حق، إلاّ أن فقد الغالي والقائد الذي ملأ حياتنا ودنيانا بالسار من الأخبار، والكثير من المشاريع والأعمال الخيرة، أمر مؤسف وموجع ومؤلم.
لقد رحل عن دنيانا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وانتقل إلى الرفيق الأعلى، وإلى جنات الخلد والفردوس بإذن الله، بعد أن نفذ الكثير من المشاريع، وبعد أن حقق الكثير من آمال وطموحات الشعب السعودي المخلص الأمين.
ولكن الحكم في السعودية - منذ أن أسسه المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله - عُرِفَ بالتوازن في انتقال السلطة من السلف إلى الخلف.
ولذلك، بتوفيق من الله - سبحانه وتعالى- انتقلت السلطة إلى ولي العهد الأمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
لقد تسابق السعوديون أجمعون لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على كتاب الله - سبحانه وتعالى - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، كما تقاطر الجميع على مبايعة الأمير مقرن وليا للعهد، وسندا لمليك البلاد المفدى سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وعلى بركة الله تعالى، تواصل المملكة العربية السعودية مراحل استمرارها ونموها وتقدمها.
وحينما نستعرض الإنجازات الهائلة التي قدمها الملك عبد الله - رحمه الله - نجد أن المليك لم يعمل لأمته العربية والإسلامية فحسب، بل عمل للسلام والأمن في العالم أجمع، فهو صاحب فكرة حوار الأديان والثقافات، وهو من أنشأ مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات في فيينا قلب أوروبا، وهو من دعا العالم إلى لغة الحوار بعيدا عن لغات الحروب والصدام، كما أن الملك عبد الله - يرحمه الله - هو من أعاد هيكلة شعبه باتجاه العلم والإيمان، وأرسى في السعودية دعائم اقتصاد المعرفة، لأنه الحل الحتمي للخروج من علوم الصيغ المعلبة إلى مجالات التعليم الرقمي الواسع الأرجاء، ووقف - رحمه الله - شخصيا خلف هذا المشروع الذي أسس من أجله مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الاقتصادية في ثول، ثم أسس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون أكبر جامعة في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط.
إن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية هي القاعدة التي انطلق منها اقتصاد المعرفة، ليقود عمليات البناء والتنمية في كل مجالات الحياة السعودية، كما أن جامعة الملك عبد الله منارة يشع ضياؤها في كل أنحاء العالم لتعميم التطور الرقمي في جميع مجالات العلوم والتقنية، ووسط هذه الإنجازات على طريق اقتصاد المعرفة ترتفع أعمدة مكتبة جامعة الملك عبد الله بشراكة أعلى مؤسستين ثقافيتين في العالم هما اليونسكو والكونجرس.
وإزاء التحديات التي تواجه أسواق الطاقة فقد أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ رحمه الله - أمرا ملكيا بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وكلفها بالبحث في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة.
كما أن اسم الملك عبد الله - رحمه الله - حمل الكثير من المشاريع الخيرة للبلاد والعباد، ويأتي في مقدمتها مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء وتطوير هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لتوسيع دوائر العلم والإيمان.
لقد عرف عن الملك عبد الله - رحمه الله - اهتمامه الشديد بالتعليم التقني والفني. ومن حسن الطالع أن التقدم في مجالات التعليم التقني والإلكتروني بين شرائح الشباب بدأ يتمحور في آفاق الجامعات السعودية، وعندما تصل مخرجات التعليم في الجامعات السعودية إلى مستوى ما يسمى "القوة الناعمة" التي تقوم على بناء النظريات وتصميم النماذج والقوانين المؤدية إلى التغيير باتجاه الكبار، ستتحول القوة الناعمة من ثقافة مجتمع الاستهلاك إلى ثقافة مجتمع الإنتاج.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شريك في تصميم وتنفيذ كل هذه المشاريع، ولذلك فإن المملكة ستشهد في عهده مزيدا من البناء والتنمية والتعمير.
إن هذه المشاريع العملاقة التي بدأها الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- تتطلب منا مواصلة الاهتمام بها حتى نحقق - على طريق التنمية المستدامة ــ مزيدا من الإنجازات.
إن مسيرة البناء وإعمار الأرض في مملكة الإنسانية ستتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإنه ــ بمشيئة الله ــ خير خلف لخير سلف.
في الختام نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرحم المليك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأن يسكنه فسيح جنانه آمين، ويوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن يرزقه البطانة الصالحة كي يواصل عمليات البناء والتنوير في واحة سعودية، لا تعرف إلاّ لغة التقدم والتنمية الشاملة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي