رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ومات الملك العادل

جمعة حزينة ومصاب جلل وخبر مؤلم نعى فيه الديوان الملكي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ والد كل السعوديين والملك العادل الصالح ملك القلوب والإنسانية، رحل عنا ولم يرحل منا، مات لكنه لم ولن يموت في قلوبنا.
تتبعثر الكلمات وتضيع الحروف وتجدك عاجزا عن الكتابة في يوم رحيل ملك أحب شعبه وأحبوه، ملك استحوذ على القلوب وسكن فيها، ملك لم ينسَنا في عز ألمه ووجعه عندما قال جملته الشهيرة "دام أنكم بخير فأنا بخير".
لم يكن الملك عبد الله ـــ رحمه الله ــــ فقيد أبنائه أو أسرته أو الشعب السعودي فقط، بل هو فقيد الأمتين العربية والإسلامية، فأياديه بيضاء ووقفاته مشهودة وحاسمة في كل ما يخص الشعوب العربية والإسلامية، ساهم بقوة في حل كل معضلة تقف أمام الدول الإسلامية، ولعل آخرها وهو في عز مرضه مساهمته في ترميم البيت الخليجي وإذابة الخلافات بين دوله.
فقده ورحيله ليس بالأمر السهل، فأياديه بيضاء على الجميع وكلماته البسيطة والعفوية التي يوجهها للشعب السعودي دائما ما تكون دافئة لا تنسى، ولا عجب أن يبكيه الصغير قبل الكبير نساء ورجالا.
ولأنه عبد الله بن عبد العزيز الرجل الفخم والقائد الكبير فقد توافد رؤساء الدول الإسلامية إلى الرياض للصلاة عليه، بل إن بعضهم قطع زيارته الخارجية ووجه طائرته صوب العاصمة الرياض لتقديم واجب العزاء للأسرة الحاكمة وللشعب السعودي في فقد مليكهم ووالدهم.
الموت حق وكلنا سائرون له، وعزاؤنا من بعد وفاته هو سلاسة انتقال الحكم التي ردّت على كيد الكائدين وترقب المتآمرين وأملهم في خلاف واختلاف وفتنة قد يحدثها غيابه ورحيله إلى مثواه الأخير.
اللهم إن عبد الله بن عبد العزيز عبدك ابن عبدك ابن أمتك، مات وهو يشهد لك بالوحدانية ولرسولك بالشهادة فاغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خير من زوجه وقه فتنة القبر وعذاب النار واجمعنا به في جنات النعيم برحمتك يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي