رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تسيب الطلاب والتجربة المصرية

في زمن بعيد وفي جيل يحلو للكثير تسميته بـ "جيل الطيبين"، كان الطالب يذهب إلى المدرسة ولو كان مريضا ودرجة حرارته تتجاوز الـ 39 درجة، كان النظام صارما والتعاون بين المدرسة والأسرة في أعلى المستويات، أما الآن فالطالب لو قال لولي أمره "لا يوجد لدي مزاج للذهاب إلى المدرسة" لسمح له الأب، ولما سألت عنه المدرسة.
لا أحد يشكك في أن التعليم في السعودية يمر بحالة تسيب لا مثيل لها، فظاهرة الغياب المدرسي تضاعفت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، بفعل غياب الأنظمة الصارمة.
يبدو لي أن أكبر معضلة تؤرق الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم الحالي هي ظاهرة الغياب المتنامية بين الطلاب، ومنذ أن تولى الوزارة قبل أشهر وهو يخطو خطوات مهمة في حل تلك المشكلة، تارة بالحث، وأخرى بالوعيد، وثالثة بسن أنظمة تسهم في تحقيق الانضباطية بصرامة.
لعل من أهم تلك الخطوات هو قرار "التربية" بعودة الاختبارات التحريرية للصفوف الأولية ولو بشكل تجريبي، التي تضمن مواصلة الطالب أو الطالبة في تلك الصفوف إلى تكملة العام الدراسي حتى نهايته، بدلا من الحالة السابقة التي كان فيها الطالب يتمتع بإجازته قبل العطلة المدرسية بشهر أو يزيد.
لا شك أن حالة التسيب والغياب التي مر بها الطالب السعودي في السنوات الماضية، تحتاج إلى عمل جاد وصبر، واجتثاثها من جذورها ليس بالأمر السهل، فما تم هدمه في سنوات لا يمكن بناؤه في يوم.
لا أرى حرجا في اطلاع وزارة التربية والتعليم في السعودية على تجارب الدول الأخرى في الحد من حالات الغياب المدرسي، ومحاولة تطبيقها في مدارسنا، وسأذكر هنا تجربة مصرية جديرة بالتأمل والاستنساخ وتطبيقها في التعليم السعودي، بعد تطويرها إن أمكن.
نهجت وزارة التربية والتعليم في مصر تطبيق برنامج أسمته بالغياب الإلكتروني، يتم من خلاله تقييد حالات الغياب اليومية "إلكترونيا" وإرسالها إلى الوزارة، ولا تكتفي "التجربة" بهذا الأمر فقط، بل زادت ووضعت نسبة معينة لحالات الغياب، من يتجاوزها تَكُن عقوبته التحويل إلى التعليم المنزلي.
لا شك أن هذه التجربة تملك القدرة على تنشيط "هيبة" النظام لدى الطالب وأسرته، ومتى ما تم تطبيقها بصرامة فسنقضي حتما على ظاهرة التسيب والغياب المدرسي التي يعانيها قطاع التعليم منذ سنوات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي