ليست مستحيلة
ساعات قليلة تفصلنا عن مباراة الحسم مع المنتخب الأوزبكي والأماني كبيرة والدعوات حارة بأن يوفق الأبطال في تجاوز هذه المرحلة وهي أجمل هدية يمكن أن يقدموها مع الشجاع كوزمين الذي غرس القوة في داخل اللاعبين؛ فهذا نايف هزازي يردد "كوزمين ما يخاف ... كوزمين ما يخاف" وكأنه وضع يده على الجرح فالمبادرة التي قام بها المدير الفني الجديد بالتقرب من اللاعبين وتفهم مشاعرهم مع بقاء سطوته وقوته لا تتغيران جعلتهم يحبونه ويعجبون به ومن ثم يقدمون معه في المباراة الماضية الشيء الكثير, ولأنها مباراة فلن نبالغ في تقييم كل ما حدث من خلالها غير أن ما شاهدناه من تماسك وجماعية تعطي درسا في أن اللاعب السعودي تؤثر فيه الحالة المعنوية كثيرا وتعوض ما يفوته من انضباط تكتيكي، وبعيدا عن أسباب هذا وكيفية علاجه فالبرهان الذي بات واضحا بأن المواهب موجودة ولكن سوء توظيفها وعدم الجدية في الاهتمام بها جعل الكرة السعودية تدور في دوامة الإخفاقات فترة من الزمن.
وحين نعود لمباراة اليوم لا تبدو الكتابة أمرا ميسرا وصياغة المفردات قد لا تنجح في وصف أمنية تراود الجميع وتخالج المشاعر في عودة وحضور هيبة منتخب الوطن فالفرحة تزيل ليل الهزائم والفوز بلسم لمتاعب كثيرة حتى مزاج الشارع الرياضي والمتابعين يتغير للأفضل وتبدو الحياة أجمل.
الرجاء بالله ثم بتعب الأبطال أن تتحول التسعين دقيقة لأنشودة فرح ومعبر من خلال الطريق الصعب, فالمنتخب الذي يعاني منذ فترة من فقدان القدرة والهوية على استرجاع قوته نراه الآن يستعيد شيئا من بريقه والقوة التي بدأ بها مدربه انعكست من خلالها سلوكيات القائد على اللاعبين فأصبحت العزيمة والإصرار عنوانين لهم؛ فهو يبادر باحتواء مشاكلهم ويسعى للترويح عنهم؛ يقيم لهم عشاء خارج المقر يكون فيه هو الصديق والمستشار فأعاد جرعة الحماس والثقة ومن خلال ذلك فمهما كانت النتيجة يجب أن ننظر إلى الإيجابيات في العمل الماضي والمكتسبات نحافظ عليها وننسى موجة التشكيك فالقوس أصابت عندما كانت بيد باريها وأنتج الشهد من جني العسل, الدقة في اختيار الجهاز الفني كانت آثارها إيجابية جدا استمروا عليها وادعموا بقاءه أو احضروا شبيها له في نهجه.