ضد الإرهاب والكراهية

يحتاج العالم إلى صياغة ميثاق ضد الكراهية. أيا كان مصدر هذه الكراهية، وأيا كانت وسيلته، سواء كان ذلك كاريكاتيرا حاقدا أو عبارات جارحة أو خطبة متجاوزة.
إيجاد خطوط وحدود وضوابط للحرية، هو أساس الحرية الحقيقية. تلك الحرية التي تتوقف بقوة القانون عندما تهدد السلام الاجتماعي، وتؤذي طيفا من الأطياف الإنسانية.
وهنا نحن نجد توافقا مهما، بين الرؤى التي يطرحها عقلاء العالم ورموزه الدينية، وبعد الكلمات المهمة التي صدرت عن هيئة كبار العلماء في السعودية، والأزهر في مصر، جاءت كلمات بابا الفاتيكان لتعزز ضرورة ألا يتم التطاول على الأديان ورموزها باسم حرية التعبير. وهذا المضمون وجدناه عند زعماء مهمين في أوروبا، وهو ما أعاد التأكيد عليه الرئيس الفرنسي خلال زيارته الخميس إلى معهد العالم العربي في باريس. وقبله أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الإسلام من مكونات المجتمع الألماني، ومثل هذا الاعتراف له أهميته؛ فهذه إشارة لم يسبق لميركل أن أعلنتها، رغم أنها حقيقة قائمة في عموم أوروبا، فالأقليات المسلمة هناك رقم مهم، ومحاولة أقطاب اليمين الأوروبي المتطرف استهداف هذه الجاليات، لا تقل خطورة من إقحام المتطرفين الخوارج لهذه الجالية في مشكلات هم في غنى عنها. إن اعتزازنا بديننا ونبينا وثوابتنا، مسألة لا تقبل المزايدة. ولكن بعض المحسوبين على الإسلام، باتوا يمارسون أعمالا مؤذية وضارة. ولا مجال هنا لمجاملة أولئك كسبا لتأييد وتعاطف الجهلة من العوام. كما أنه من المهم أن يسود مثل هذا الوضوح، تجاه من يستهدفون الإسلام ورموزه بالنقد والشتم الجائر. إن تجاوز أولئك، يمكن التعامل معه من خلال طرق مشروعة، وربما تكون الجهات الشرعية المعترف بها التي تمثل الأقليات المسلمة أكثر قدرة وحصافة على التعامل مع هذه الأمور. أما أن تأتي المزايدات من خلال جهات اتسم فكرها وسلوكها بالإرهاب كما هو حال القاعدة أو طالبان أو داعش، فإن هذا الأمر يفضي إلى مضاعفات تتطلب وقفة من كل العقلاء.
إن محبة المسلمين للرسول الكريم مسألة غير خاضعة للجدل. ولقد كانت سيرته صورة ناصعة للصبر ومواجهة الأذى بكثير من الحب. إن الأحداث الأخيرة فرصة سانحة لإعادة تقديم السيرة النبوية العطرة للعالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي