رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإرهابي (1)

ماذا لو صحت أي أم من نومها ذات صباح لتكتشف أن اسم ابنها من ضمن المطلوبين أمنيا كإرهابي؟!
فاجعة حتما، بل هي قاصمة الظهر كما يقولون.
ما يحدث اليوم من تفشي ظاهرة الإرهاب ونسبتها للدين الإسلامي يحتم علينا أن نتساءل..
من الذي صنع هذا الإرهابي؟ من الذي بذر في داخله كل هذا الشر؟ من المسؤول عن انسلاخ هذا الإرهابي من إنسانيته وغرزه خنجر الغدر والخيانة في خاصرة وطنه؟ من الذي أشعل نار البغضاء في قلبه تجاه مجتمعه، فأوهمه أن المخطط الذي يقوم بتنفيذه سيكون له أثر كبير في إصلاح المجتمع، وتحقيق حلم المجتمع الإسلامي كما كان في عهد الحبيب عليه الصلاة والسلام؟ من الذي زرع في خاطره أن محاربة أصحاب الديانات المعاهدة، التي أمرنا ديننا بالعدل معهم ما لم تكن بيننا وبينهم حرب، هو عمل يؤجر عليه؟ من الذي نفخ رماد الحقد في نفسه حتى تساوت في عينيه حياته ومماته، فلم يعد يخيفه حزام ناسف يلتف على وسطه ويقتل به أبرياء لا ذنب لهم في حساباته؟ من المسؤول عن برمجة عقلية هذا الإرهابي، وإيهامه أن الحور العين بانتظاره على أبواب الجنان رغم دماء الأبرياء التي فجرها قبل قليل "بحزامه الناسف"؟
أناس أبرياء كانوا يحلمون بلقاء زوجاتهم وأمهاتهم وأطفالهم، ويمنون أنفسهم بدفء المشاعر مع أحبتهم بعد طول انتظار، ولكن كل ذلك انتهى فجأة، لتتبعثر الأحلام، وتقتل الفرحة، وتتساقط الدموع، ويسكن الحزن قلوب أهالي الضحايا من أم مكلومة وزوجة أرملة وطفل يتيم .
أسئلة دارت في ذهني، وتلاطمت حروفها بشدة على جدران عقلي، تبحث عن إجابة مقنعة لسؤال مؤلم:
كيف يؤجر إنسان مسلم حر بالغ، عقله بهذه الطريقة المفجعة؟
أي هدف يسعى إلى تحقيقه من وراء هذا؟ وأي غاية يطمح إليها ويكون ثمنها أرواح أبرياء لا ذنب لهم في حساباته وحسابات مستأجري عقله، وقبل كل هذا وذاك، هل يعتقد أن ما يقوم به يقره ديننا العظيم؟
وأمسك السؤال بتلابيبي مرة أخرى يسألني بإصرار وبقوة إلى أن أدركت أخيرا.
من الذي يصنع الإرهابي؟!
وهل من الممكن أن يعود الإرهابي إلى أسرته ومجتمعه ووطنه من جديد؟!
في مقالي القادم بإذن الله تعالى ستكون الإجابات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي