رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


يا وزير الصحة .. السعودي أحق بالوظيفة

عندما يصدر أمرٌ ملكي؛ فعلى المسؤول الموجّه له تنفيذه بسقفه الأعلى دون استثناءات أو تفصيلات ودون تدخل يقلل منه، فهو أمرٌ ملكي رفيع المستوى وواضح وصريح؛ ولو رغب المقام السامي في تجزئته واختزاله لوضح ذلك دون الرجوع للمسؤول.
كثير من الأوامر الملكية لا تنفذ وفق رغبة المليك الذي لا يدخر جهدا في سبيل رفعة الوطن والمواطن، وتصطدم تلك الأوامر بتفسيرات المسؤول وتأويلاته التي غالبا ما تقف حجر عثرة أمامها، ولعل آخرها هو الأمر الملكي الذي طالب فيه خلال العام الماضي بتوظيف خريجي الدبلومات الصحية والذي خرج عن مساره عندما عمدت وزارة الصحة إلى تقنينه على الخريجين المطابقين.
وزارة الخدمة المدنية ــــ وفق الخريجين ـــ أغلقت المطابقة منذ 1432هـ، ولم تفتح حتى هذه اللحظة؛ ما جعل خريجي الأعوام التي أعقبت عام إغلاق المطابقة غير مشمولين بالأمر الملكي، وفي هذا تعطيلٌ للأمر الذي لم يتحدث عن المطابقة؛ بل أمر بسرعة معالجة أوضاعهم تدريبا وتوظيفا؛ كما أنه نص على إحلالهم في الوظائف التي يشغلها أجانب.
عدد كبير من الخريجين الذين تجمهر بعضهم أمام وزارة الصحة، الأحد الماضي، للمطالبة بتوظيفهم وتنفيذ الأمر الملكي هم من أرباب الأسر، ولا يوجد عائل لأسرهم إلا هم، ووزارة الصحة - بكل أسف - وبعد تنصل وزارة الخدمة المدنية من مسؤولية توظيفهم، تضع الحواجز أمامهم وتتحدث عن اكتفائها بالكوادر رغم أن كوادرها أغلبهم أجانب.
هؤلاء - أي خريجي الدبلومات الصحية غير المطابقين - مواطنون درس بعضهم هنا ونال شهادته من أرقى الجامعات السعودية والبعض الآخر تحمّل مشقة السفر والغربة خارج المملكة وعاد بشهادة تؤهله للوظيفة إلا أنهم اصطدموا بقرارات تعجيزية حالت بينهم وبينها.
المواطن في بلده أحق بالوظيفة من الأجنبي، ووزارة الصحة ممثلة في مستشفياتها كافة تعاني تدني مستوى السعودة، وبودي أن أسأل المسؤولين في وزارة الصحة: أليس هؤلاء الخريجون، وهم من أبناء البلد المؤهلين، لهم الأحقية بوظائف بلادهم وخيراتها؟ لِمَ لا يتم إحلال السعودي مكان الأجنبي وهو ما نصَّ عليه الأمر الملكي؟ وأين وزارة العمل من هؤلاء وهي الساعية دوما إلى السعودة؟ أم أن وظائف “الصحة” متمردة على التوطين؟
لو أن مَن تتعاقد معهم وزارة الصحة من فنيين صحيين أجانب هم من أصحاب الخبرة والمقدرة العالية الذين يفوقون نظراءهم السعوديين لقلنا إن وزارة الصحة تسعى إلى الجودة الأعلى، ولكن ما نشاهده بأعيننا ونحن نعاني ضعف الخدمة والعناية الصحية في مستشفيات الصحة عكس ذلك، بل إن بعض الكوادر الصحية الأجنبية قدموا للسعودية بشهادات مزوّرة كشف عنها الإعلام كثيرا، ومع ذلك استحوذوا على وظائف “الصحة”، في حين أن السعودي ما زال يطالب بالوظيفة دون مجيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي