نصائح مالية لعام 2015
الفائدة والدولار والسندات
شهد الاقتصاد الأمريكي نموا في 2014 وانعكس ذلك إيجابا على سعر صرف الدولار. كنتيجة لذلك توقف برنامج التيسير الكمي "شراء الحكومة للسندات الأمريكية من أسواق المال"، الذي تم من خلاله ضخ نحو سبعة تريليونات دولار في مختلف القطاعات الأمريكية وبرامج الدولة الرعوية والتنموية. كان الهدف من البرنامج هو تنشيط الاقتصاد بتشجيع الاقتراض ومن ثم اتساع إنفاق المستهلك الفردي والمؤسسي. يتبع عملية التنشيط الفيدرالي وارتفاع الاستهلاك اقتراب مستويات التضخم "مستوى ارتفاع أسعار السلع والأصول" من المعدلات الطبيعية "وإن كانت لا تزال دون المعدل المطلوب وهو في حدود 2 في المائة". المهم أن نتيجة انتهاء البرنامج وتحسن الاقتصاد هي الزيادة التدريجية في أسعار الفائدة، والذي يهم المستثمرين هو أثرها في أسعار السندات في السوق، فكلما ارتفعت الفائدة قل الإقبال على السندات "السندات تدفع فوائد ثابتة في الأغلب، وارتفاع أسعار الفائدة يقلل الإقبال على شراء السند". إذن لو أنت من حاملي السندات الأمريكية فتوقع أن تنخفض قيمتها السوقية خاصة بعد النصف الثاني من العام الجاري. وستتأثر السندات القصيرة الأجل "سنتان إلى خمس سنوات" بارتفاع الفائدة أكثر من السندات الطويلة الأجل "عشر سنوات فأكثر".
الاقتصاد الأمريكي
لا يزال الاقتصاد الأمريكي في موقع الريادة، فمن انخفاض البطالة وأسعار النفط وارتفاع ثقة المستهلك إلى الحركة القوية في قطاعات التقنية والطاقة النظيفة والإقبال على العقار وغير ذلك من الأنشطة الاقتصادية. ولا تزال هناك برغم هذا بعض العقبات منها التباطؤ في نمو الأجور ومعدلات الإنفاق الفردي. وتعد هذه العقبات الداخلية بسيطة مقارنة بالسيناريو خارج أمريكا وتحديدا التذبذب الأوروبي والتباطؤ الصيني والانكماش "رسميا" في اليابان. رقميا تدل المؤشرات على أن مستويات التضخم في أمريكا دون الطبيعية، ما يشير إلى أن الأسهم ستظل هي الأصول الاستثمارية المفضلة لهذا العام، فلو كنت من مستثمري الأسهم فعليك مراجعة المحفظة وانتقاء الأسهم ذات المكررات PE المنخفضة وبيع الأسهم المرتفعة السعر التي قد تكون قد حققت فيها أرباحا في عام 2014.
الأسهم
بإجماع المحللين ستتميز الأسهم لهذا العام بارتفاع مستوى التذبذب السعري وستشهد الأسواق تفاوتا في الأداء أكثر من السنوات القليلة السابقة (منذ 2011)، لكن لأن الظروف المواتية في مصلحة فئة الأسهم فإن التقلبات لن تكون شديدة. وإن كنت من مستثمري الأسهم فعليك مراجعة محفظتك والتشاور مع مختص مالي (وليس مجرد موظف استثماري) في القطاعات المقترحة والشركات ذات المكررات المنخفضة. معلومة أخرى لمستثمري الأسهم: تاريخيا كل فترة انخفاض للأسهم تتبعها فترة صعود أطول منها في المدة، فمثلا من حزيران (يونيو) حتى تشرين الأول (أكتوبر) 1990 هبطت الأسهم بمقدار 14.5 في المائة، لكن من تشرين الثاني (نوفمبر) 1990 حتى حزيران (يونيو) 1998 قفزت الأسهم بمقدار 354 في المائة، وفي أيلول (سبتمبر) 2000 إلى أيلول (سبتمبر) 2002 انخفض السوق بمعدل 48 في المائة تقريبا ومن تشرين الأول (أكتوبر) 2002 حتى تشرين الأول (أكتوبر) 2004 ارتفع السوق 108 نقاط.
إذن المستفاد من الموضوع هو الانتقائية في محافظ الأسهم وعدم استعجال الخروج منها ما لم يكن لديك خطة بديلة لاستثماراتك.
آمل أن تكون هذه النقاط ذات فائدة وأتمنى لكم جميعا عاما حافلا بالخير والبركة.