رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


شركاء من أجل تنمية المجتمع

تتأثر الشركات بثقافة العاملين فيها، كما تتأثر بتوجهات ملاكها واهتماماتهم. هذه الثقافة تساهم في تحقيق الاستدامة للشركات، والوصول إلى مشاركة فعلية يصبح فيها الولاء للمنتج أحد أهم عناصر الأصول غير الملموسة التي تباهي بها الشركات. وعندما تستبدل الشركة مسمى موظفيها وعمالها إلى شركائها فهي تخلق حالة من الاستقرار لا يمكن أن تتسبب في إهمال المنتج أو المنشأة، بل تعطي محفزا نفسيا وماديا لارتباط العاملين بها. وكذا الحال عندما تحرص الشركة على إشراك طيف المستفيدين والمتأثرين بها في إطار الشركاء لتحقق أهداف جميع الفئات دون الميل على طرف من أطراف معادلة الشركاء.
شركة جون لويس البريطانيةJohn Lewis وشركاتها الفرعية ومنها Waitrose المتخصصة في بيع التجزئة، من ضمن الشركات التي أولت جزءا مهما من علاقاتها بالمجتمع الداخلي والمجتمع المحيط والذي تمول منه مصادرها بالمنتجات والخدمات، لإعادة بيعها في فروعها المنتشرة في المملكة المتحدة، وخارجها. تضم الشركة خمس مؤسسات خيرية تحت مظلتها، تخصصت كل مؤسسة في نشاط معين وراوحت الأنشطة بين دعم الموردين في الدول الفقيرة وتأمين متطلبات الاستدامة لمجتمعاتهم. وبين دعم الأبحاث والدراسات والبرامج الأكاديمية الهادفة للتطوير ودعم البحث العلمي في مجالات الطاقة والعلوم الطبيعية.
أنشئت أول مؤسسة خيرية تحت مظلة الشركة عام 1955، لخدمة العلوم والاهتمامات الخاصة بالبيئة والحياة الحيوانية. وفي احتفال الشركة باليوبيل الذهبي لها أنشأت Golden Jubilee Trust وهي مؤسسة خيرية مسجلة تهدف لدعم اهتمامات الشركاء "العاملين" من أجل منحهم الفرصة للتطوع لفترات تصل إلى ستة أشهر في الجمعيات والأعمال الخيرية التي تتفق مع سياسات الشركة براتب مدفوع.
أنشأت الشركة أيضا في عام 2005 Waitrose Foundation مؤسسة منبثقة من قطاع التجزئة التابع للشركة الأم. الهدف منها استقطاع جزء من أرباح الشركة سنويا لتمويل مشاريع خيرية يتبناها عمال المزارع التي تتعامل مع الشركة بأنفسهم. بدأت المؤسسة عملها في جنوب إفريقيا لتمول أكثر من 300 مشروع تتفاوت بين إنشاء دور الحضانة، والبرامج التعليمية ودعم البرامج والأندية الرياضية في مجتمعات المزارع التي تستقي منتجاتها منها. ونتيجة لنجاحات هذه المؤسسة انبثقت عنها مؤسسات مشابهة في كل من غانا وكينيا.
التميز في تحقيق الاستدامة لا ينتهي بحدود. الشركات قادرة متى رغبت في المشاركة في بناء المجتمع، والمحافظة على الموارد الطبيعية والبشرية فيه. إشراك العاملين "الشركاء" العنصر الأساس في أي مشروع يساهم بكل تأكيد في تحقيق الاستدامة، وتطوير القدرات والمحافظة على موارد المجتمع من النضوب. تبقى ثقافة المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR ثقافة تدعو لإحياء الشراكة بين فئات المجتمع، ومحاربة التفرد بالسلطة التجارية المطلقة، والتي تستنزف مقدرات الشعوب الطبيعية، والمكتسبة. وحتى لا تتسبب هذه السلطة المطلقة في استنزاف المقدرات المجتمعية، يجب أن يكون لمكونات المجتمع القدرة على التأثير في الشركات لتوجيه جزء من مناشطها لدعم الاستدامة من حولها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي