رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تساؤل

"فقد الياباني تاكاماستو زوجته في إعصار تسونامي قبل أعوام، ومن حينها وهو يجوب المحيط، أملا في إيجاد جثتها، لم يكن يجيد الغوص ونال رخصة لمزاولته، يقول: اشتقت لها، اشتقت للجزء الأكبر مني التي كانت تحظى به، وقد لا أجدها لكن يجب أن أستمر بالبحث".
هكذا وصلتني هذه الرسالة على "واتساب" ومعها صورة ذلك الزوج وهو يرتدي ملابس الغوص ويستعد للرحيل نحو أعماق البحر بحثا عن بقايا جسد زوجته المفقودة!
قصة هذا الزوج الياباني الوفي أثارت في خاطري قصة مؤلمة وصلتني في "الإيميل"، لزوجة ضربت أروع قصص الوفاء ولكن من نوع آخر، حيث تقول تلك الزوجة في رسالتها الطويلة التي سأختصرها:
تزوجته وأنا في الرابعة عشرة من عمري وكان يكبرني بـ 20 عاما فقيرا معدما وصبرت على فقره وسوء أخلاقه، حيث كانت لغة تفاهمه معي "العقال" و"الخيزرانة"، وبعد 15 عاما تزوج من ابنة خالته فجعلها "الآمرة الناهية في البيت، وأنا الخادمة الذليلة له ولها، أصناف الظلم رأيتها منه ومنها، لكني صبرت وتصبرت من أجل سبعة أطفال، أين سأذهب بهم إن طلبت الطلاق، وأنا لا أم لي ولا أب فقد عشت طوال حياتي يتيمة، كان يهددني أنه سيحرمني منهم وسيرميني في الشارع "مع القطاوة والكلاب"، حرمني من حقوقي كأنثى في المبيت عندي، وحرمني إحساسي بالكرامة كإنسانة، كان ظالما بمعنى الكلمة، كنت أدعو عليها وعليه كل ليلة وأشكو إلى الجبار المنتقم ما ألاقيه منهما من الظلم والمهانة والغبن، وقبل خمس سنوات خرج هو وهي للسوق وحصل لهما حادث وماتا في الحال، أطفالهما الآن أربيهم مع أطفالي دون تفرقة، فهم أبرياء لا ذنب لهم، يقولون عندنا في المثل الشعبي "بغيض الدار وارثها"، وأحمد الله الذي مكن لي العيش بكرامة بعد كل ما لاقيته، المشكلة الآن أني لا أذكر زوجي إلا بكل خير أمام أبنائه وكثيرات يلمنني على ذلك بعد كل ما عانيته منه ويعتبرنني "ضعيفة الشخصية" فهل أنا مخطئة؟!
ــــ الشاهد في القصتين أن ما يبدو أحيانا في نظرنا أنه قصة وفاء ربما يكون في حقيقته أمرا آخر تماما ، فهذه المرأة من لا يعرف قصتها يظن أنها تربي أبناء زوجها وفاء له!
وربما لو أحطنا علما بالتفاصيل الخفية لبعض القصص لتغيرت نظرتنا لأصحابها!
هناك دائما جزء من الحقيقة ناقص!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي