أخيرا .. فعلها «الشورى» ونزل لنا
أخيرا وبعد سنوات طويلة ينزل مجلس الشورى من برجه العاجي ويقرر التواصل مع المواطنين ومخاطبتهم من قرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم بساطة الأمر إلا أنه يعد تطورا مذهلا من قِبل مجلس عوّدنا على التهميش.
سنوات ونحن كسعوديين لا نعلم لِمَ أنشئ مجلس الشورى؟ وهل هو معني بحل قضايانا ومناقشة همومنا أم هو حجر عثرة أمام مطالبنا كمواطنين، بل إن بعضنا لا يعلم هل هو وجد من أجلنا أم من أجل أناس لا يُوجدون بيننا وربما هم في كوكب آخر لا نعرفه ولا "يعرق" في مجرة "درب التبانة"، فهو - مع الأسف الشديد - لم يخاطبنا في يوم ولم يستشعر همومنا ولم ينزل لنا ليشعر بما نحس به، ولكن اليوم وُلد لدينا يقين أنه مجلسنا بعد أن قرر التواصل معنا. قرار مجلس الشورى يعد خطوة جميلة، ولكنها غير كافية وسنعتبرها خطوة أولى تسبق خطوات مستقبلية قادمة، فالتفاعل مع المواطن عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا يسمن ولا يغني من جوع، فالمواطن بزعمي يحتاج إلى مسؤول يتفاعل مع همومه واحتياجاته ويدافع عنها ويسعى لوضع الحلول لها وتذليل كل الصعاب التي تقف أمام توفير سبل العيش الكريم له.
نريد أن يقول لنا مجلس الشورى ماذا فعل وسيفعل أمام أرقام البطالة الهائلة في السعودية، وما الضغوط التي مارسها وسيمارسها على الجهات المختصة لتوفير الوظائف الملائمة لأبناء البلد سواء في القطاع الخاص أو الحكومي؟ فغير مقبول أن يكون في بلد بطالة بأرقام كبيرة في ظل وجود أكثر من عشرة ملايين عامل أجنبي الكثير منهم يعملون في وظائف مرموقة المواطن أحق بها.
المواطن يريد مجلس شورى يشعر به ويستشعر معاناته في جميع جوانب الحياة، لا مجلس فقط "يسولف" معه في "تويتر".. هل فكر أعضاء مجلس الشورى مثلا في زيارة "طوارئ" أي مستشفى حكومي وتظاهروا بالمرض ليشاهدوا على أرض الواقع ما يعانيه المواطن من ساعات الانتظار الطويلة والإهمال؟
يستطيع أعضاء مجلس الشورى تأكيد أسطوانتهم الشهيرة "ما نحن هنا إلا لخدمة المواطن" من خلال جولات ميدانية على المدارس والمستشفيات والأحياء الفقيرة وزيارة مقار الجمعيات الخيرية ليشاهدوا طوابير "الفقر" الباحثة عن الطعام البايت.
لا يكفي التواصل في مواقع التواصل الاجتماعي لاستشعار معاناة المواطن، النزول للشارع هو الحل، فمن خلاله يمكن أن ترى بأم عينك ما يعانيه المواطن، ويمكنك إن رغبت السعي لحلها، لا نطالب بالحلول بل السعي إليها، فمن خلال ذلك فعلا سنتأكد أن العضو وُجد في المجلس من أجلنا.