رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«إكسون موبيل»: يبقى النفط مصدر الطاقة الأول عالميا

النمو الكبير في الطبقة المتوسطة في العالم، التوسع في الاقتصادات الناشئة، وزيادة عدد سكان العالم بنحو ملياري نسمة ستسهم جميعها بارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 35 في المائة بحلول عام 2040. وستكون البلدان غير الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي مسؤولة عن 70 في المائة من هذا النمو، لكن الطلب على الطاقة للفرد الواحد في هذه الدول سيبقى أقل بكثير من مستويات البلدان الأعضاء. هذه كانت خلاصة التقرير الأخير لتوقعات شركة إكسون موبيل لمستقبل الطاقة العالمي الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر.
يعرض تقرير "إكسون موبيل" رؤية الشركة للعرض والطلب العالمي على الطاقة على المدى الطويل. حيث إن النتائج التي توصلت إليها سوف تساعد في توجيه استثمارات الشركة في المستقبل، التي تدعم استراتيجية أعمالها. تم إعداد التوقعات من خلال دراسة إمدادات الطاقة واتجاهات الطلب في 100 دولة، تغطي 15 قطاعا للطلب من جميع نواحيه، و20 نوعا من مصادر الطاقة المختلفة.
يتوقع تقرير الشركة أن يبقى النفط مصدر الطاقة رقم واحد في العالم بنسبة تصل إلى 30 في المائة تقريبا من مزيج الطاقة، مدفوعا بالتوسع في مجال النقل والمواد الكيماوية. بحلول عام 2040، سوف تشكل مصادر وفيرة أخرى عدى النفط الخام التقليدي والمكثفات نحو 45 في المائة من إنتاج السوائل الهيدروكربونية في العالم، مقارنة بأقل من 25 في المائة في عام 2010. واللافت للنظر هو ارتفاع تقديرات الاحتياطيات المتبقية من النفط والمكثفات القابلة للاسترداد نسبة إلى الطلب الحالي من 60 سنة في عام 1981 إلى نحو 150 عاما في عام 2013.
مع تزايد الطلب، سيصبح العالم أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وفقا لتوقعات الشركة. حيث يشير التقرير إلى أنه دون المكاسب في كفاءة الطاقة العالمية، كان نمو الطلب على الطاقة سيصل إلى 140 في المائة بدلا من 35 في المائة التي توقعها التقرير.
تشير توقعات "إكسون موبيل" إلى أن الوقود الأحفوري سوف يستمر بتلبية نحو ثلاثة أرباع احتياجات الطاقة العالمية بحلول عام 2040، هذا يتفق مع جميع التوقعات الموثوقة، بما في ذلك تلك التي نشرتها "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية في وقت سابق. في الوقت نفسه، تظهر التوقعات تحولا نحو استهلاك الوقود المنخفض الكربون في العقود المقبلة، ومع المكاسب المتحققة في كفاءة الطاقة، سوف يؤدي إلى انخفاض تدريجي في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ذات الصلة بالطاقة.
من المتوقع أن تكون مصادر الطاقة الريحية، الشمسية والوقود الحيوي الأسرع نموا في العالم، حيث سترتفع بمعدل 6 في المائة سنويا في المتوسط خلال الفترة إلى عام 2040، وستشكل نحو 4 في المائة من مزيج الطاقة العالمي. في حين ستمثل مصادر الطاقة المتجددة مجتمعة نحو 15 في المائة من الطلب العالمي في عام 2040. ستكون الطاقة النووية أيضا واحدة من أسرع مصادر الطاقة نموا، من المتوقع أن تتضاعف في الفترة بين عام 2010 و2040، وسيشكل النمو في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، وعلى رأسها الصين، نحو 75 في المائة من الزيادة.
وفقا لمعهد بروكينجز، سيرتفع عدد الطبقة المتوسطة في العالم من ملياري إلى خمسة مليارات نسمة بحلول عام 2030. كما هو متوقع سيكون هذا التوسع في الطبقة الوسطى- إلى حد كبير في الهند والصين - الأكبر في التاريخ، وسيكون له تأثير كبير في الطلب على الطاقة. سوف يسهم تحسن مستوى دخل الفرد مع التغيرات المجتمعية المستمرة مثل توسيع البنية التحتية، الكهربة والتحضر في زيادة استخدام الطاقة.
وتبين توقعات الشركة حدوث تطور كبير في التبادل التجاري للنفط والسوائل الهيدروكربونية الأخرى. ويلاحظ التقرير أيضا حدوث تحول كبير، حيث من المرجح أن تصبح أمريكا الشمالية مصدرا صافيا للسوائل الهيدروكربونية بحلول عام 2020 مدعوما بنمو إمدادات الصخر الزيتي، سوائل الغاز الطبيعي والرمال النفطية. من المتوقع أن يفتح هذا التحول فرصا جديدة للتبادل التجاري مع توقع ارتفاع صافي واردات منطقة آسيا - المحيط الهادئ إلى ما يقرب 80 في المائة بحلول عام 2040. في حين من المتوقع أن تتراجع صادرات إفريقيا مع ارتفاع الطلب المحلي بأكثر من الضعف. أما في أمريكا اللاتينية، من المتوقع أن يتفوق النمو في الإمدادات على الطلب على النفط مع توسع الإنتاج من الحقول البحرية العميقة والمصادر غير التقليدية.
من ناحية الغاز، يتوقع التقرير أن يتضاعف إنتاج الغاز غير التقليدي في أمريكا الشمالية ثلاث مرات بحلول عام 2040، ليتجاوز إنتاج روسيا ومنطقة بحر قزوين مجتمعا، ولتصبح أمريكا الشمالية أكبر منطقة منتجة للغاز في العالم. في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، يرى التقرير تضاعف إنتاج الغاز بحلول عام 2040، مدعوما جزئيا بإنتاج الغاز غير التقليدي. في الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز للمنطقة بنسبة 170 في المائة، ونتيجة لذلك، فإن منطقة آسيا - المحيط الهادئ من المرجح أن تتجاوز أوروبا كأكبر مستورد للغاز في العالم.
خلال الفترة إلى 2040، من المتوقع أن يكون الغاز الطبيعي أسرع مصدر رئيس للوقود نموا، مع ارتفاع الطلب بنحو 65 في المائة. من المتوقع أن تأتي نصف هذه الزيادة من منطقة آسيا - المحيط الهادئ، وعلى رأسها الصين. وستشكل المرافق والعمليات الصناعية نحو 80 في المائة من النمو في الطلب العالمي على الغاز، مع تصاعد استخدام الغاز الطبيعي بسبب انخفاض الانبعاثات وملاءمته كوقود ولقيم. بحلول عام 2040، سوف يشكل الغاز الطبيعي أكثر من ربع الطلب العالمي على الطاقة، متجاوزا الفحم في مزيج الطاقة الكلي.
أخيرا، يتوقع التقرير استمرار نمو الطلب العالمي على الفحم حتى عام 2025 ثم ينخفض بعد ذلك، مع التباطؤ التدريجي لنمو الاقتصاد الصيني وتحولها نحو أنواع الوقود الأنظف. مع ذلك، من المتوقع أن يبقى الطلب العالمي على الفحم الأبرز في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، في المقام الأول لدعم نمو الاحتياجات لتوليد الطاقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي