حصاد ما مضى
- انتهى النصف الأول من دوري جميل، ونال الكثير ممن حالفهم التوفيق الرضا عن النتائج التي حققوها، ووصلت خطاهم لما ترنو إليه مهجهم، بينما هناك من وقف في المنتصف تتملكه الحيرة يردد لماذا وكيف؟
- النصر والأهلي في قمة الناجحين فكلاهما استطاعا الاحتفاظ بكوكبة النجوم التي تشع في فريقيهما ويملكان مديرين فنيين قادرين على رسم التكتيك والخطط الفنية التي تسهل مهمة الفوز؛ فالنصر الذي استطاع تدارك تخبطات المدرب المقال “كانيدا” وأحضر بهدوء “خورخي ديسلفا” استعاد الكثير من وهجه وبرزت قدرات لاعبيه بشكل مميز، فأضحى هناك تكامل فني واستجابة بدنية مهارية فأنهى المرحلة وهو متقدم على أقرب منافسيه بخمس نقاط, بينما الأهلي المطارد له في هذه المرحلة لم يساعد انخفاض قدرات بعض لا عبيه الأجانب جهازه الفني على اعتلاء كرسي الصدارة، على الرغم من تميز مهاجمه “عمر السومة” المهاجم الأبرز بين أقرانه يشاركه في ذلك “محمد السهلاوي” فالنقص الفني ظل مشكلة أرقت مسيري النادي ولاشك فهم ينتظرون الفترة الثانية لتسجيل اللاعبين كي يعدلوا الميزان ويجلبوا من يضيف قوة إلى القوة الموجودة. الاستقرار الإداري لا يكفي، طالما لم يصاحبه استقطاب لعناصر تضيف الكثير والكثير، فجماهير الراقي ترقب وتنتظر هذا الجهد من إدارتها كي تحقق أملها في تحقيق بطولة الدوري.
- الاتحاد على الرغم من حيوية الشباب التي تدعم الفريق والحضور الفني الكبير، غير أنه لم يعد ذلك النمر الشرس ربما الوقت لم يساعد “فيكتور بيتوركا “ من أجل الوصول إلى التشكيلة المثالية على الرغم من امتلاكه لاعب وسط هدافا ومميزا “ماركينهو”، إلا أنه يحتاج إلى المهاجم الهداف الذي يترجم كل هذا الجهد، فمختار فلاتة لم يعد المخ الذي يزرع الثقة لدى صانعي اللعب، وغير ذلك لابد من معالجة الضعف الكبير في منطقة قلب الدفاع والبحث عن حارس يكون أكثر هدوءا وفعالية، ففواز القرني أصبح كثير الانفعال ولا يتعامل مع الوهج الإعلامي بالشكل المثالي.
- الهلال أو الزعيم الجريح هو أكبر الخاسرين، والألم يعصف به من كل جانب، فالأوضاع لم تتحسن، على الرغم من الاجتماع الكبير الذي حدث نهاية الموسم الماضي، فلا جديد يذكر بل الخلافات تزداد والنزف النقطي مستمر من بعد الخسارة الآسيوية، ويبدو بأن القادم سيشهد الكثير من المستجدات داخل البيت الأزرق.
- بينما في مؤخرة الترتيب يظل الرائد يعاني كثيراً أوضاعا شرفية صعبة جداً وانقساما أضعف من حظوظ الفريق النقطي حتى أصبح متذيلاً لترتيب دوري جميل، الأمر الذي لا يليق برائد التحدي، فمتى يتحرك محبوه لدعم الجهد والشجاعة الإدارية التي تسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
- بينما تتصارع فرق الشعلة والفتح والعروبة والخليج على الهروب من القاع، فالفارق النقطي بينها لا يتعدى نقطة واحدة، ولكل منها طموح ومعوقات، غير أن الفتح لم يستطع العودة من جديد، رغم امتلاكه المقومات التي تساعده وتعينه على ذلك، ليبقى العائق المادي يحد من قدرات إدارات الأندية الأخرى على تحقيق وعمل إضافات كبرى تجعل بمقدورها النجاة من مقصلة - الهبوط, بينما تعيش فرق التعاون وهجر ونجران والفيصلي وضعاً مستقراً وتستشعر دفء المنطقة الساخنة التي تمكنها من ترتيب أوراقها كل فترة بهدوء، بفضل المخزون النقطي المطمئن لها نسبيا، غير أنها لا يمكن أن تبقى في منأى عن الهبوط متى تحركت الفرق الأخرى، خاصة في ظل شراسة المنافسة بين فرق المقدمة، وبالتالي عدم تفريطها في النقاط.
- الأجمل فيما مضى من دوري جميل هو الملعب الجوهرة في جدة، بحضوره المميز يضاف له مشاركة بقية الجهات مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الحضور ولعل في إقامة صلاة الجمعة قبل مباراة قطبي جدة دليل على مدى القدرة التي تستطيع العقول المفكرة الحراك من خلالها متى وجدت البيئة المناسبة والصالحة التي تدعم هذه الجهود وترتقي بها نحو الأفضل؛ فشكرا لخادم الحرمين الشريفين على هذه الهدية، وشكرا لنجاعة العقول التي جعلتها مثمرة مستمرة تنير بكل ما هو جميل.