رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل جهود «مكافحة المخدرات» تكفي؟

أرقام مهولة أعلن عنها اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية حول ضبطيات مكافحة المخدرات خلال العام الماضي، حيث كشف عن ضبط أكثر من 4.1 مليون حبة من مادة "الإمفيتامين" أو ما تسمى بالكبتاجون. وبحسب اللواء التركي فالسعودية تتصدر دول العالم في ضبط هذه المادة وفق إحصائيات هيئة الأمم المتحدة.
الضبطيات التي أعلن عنها اللواء التركي متنوعة ومهولة وهي لا تدل على أن السعودية فقط مستهدفة كما صرح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، بل هي دلالة أيضا على أن تلك المخدرات تجد رواجا في السعودية وإلا لما دخلت بتلك الكميات الكبيرة. لا شك أن إدارة مكافحة المخدرات تعمل وتجتهد في التصدي لتجار المخدرات وتقبض على مروجيها يوميا، وتصادر كميات كبيرة منها، ولكن هل هذا يكفي للحد من انتشارها في السعودية؟ وهل تقوم الجهات الأخرى بدورها في مكافحة المخدرات كوزارتي الصحة والتربية والتعليم؟. في المجال التربوي ثمة تحرك في مجالي التوعية ومراقبة الطلاب، وهم أصحاب الشريحة العمرية المستهدفة من قبل تجار المخدرات، فقد كشفت شرطة الرياض عن تنسيق تقوم به مع مديري المدارس لمراقبة الطلاب وتوعيتهم، ورصد والإبلاغ عن تحركات المروجين. وقد أسفرت بحسب المتحدث الرسمي لشرطة الرياض عن القبض على مروج اعتاد ترويج المخدرات على الطلاب وصغار السن في محيط المدارس.
ولكن في الجانب الصحي هناك خلل واضح لا يتوافق مع الجهود الأمنية، فلا تزال الرعاية الصحية لمدمني المخدرات تدار بطرق بدائية وغير متخصصة ومحدودة، ولا تغطي الأعداد الكبيرة من المدمنين المحتاجين للعلاج. تقرير حديث لصحيفة الوطن كشف عن "رداءة" الرعاية الصحية في السعودية المقدمة لمدمني المخدرات، فقد نشرت الصحيفة تقريرا أشارت فيه إلى أن وزارة الصحة لا تملك في كل كادرها من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها من يعالج مدمني المخدرات إلا ستة أطباء فقط.
هذا العدد الضئيل من الأطباء المتخصصين يعد كارثة – إن صدق التقرير - وربما يعطي إجابة على السؤال الدائر في المجتمع والقائل: لِم الرعاية الصحية لمدمني المخدرات متدنية ولا ينتج عنها متعافون كثر؟
لا شك أن شبابنا مستهدف ومسؤولية حمايته لا تقع على كاهل الجهات الأمنية فقط، بل للمدرسة دور في التوعية، وللأسرة دور أيضا في المراقبة والتوعية والإرشاد، إضافة إلى دور وزارة الصحة في مساعدة المدمنين على العلاج.
عندما نحمي النشء ونوعيه ونساعد المدمن على الشفاء، لن يجد مروجو المخدرات من يشتري منهم، وستتقلص كميات المخدرات المهربة بتقلص أعداد المتعاطين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي