العناية بالتراث الحضاري
أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع جامعة الملك سعود الأسبوع الماضي ملتقى التراث الحضاري للمملكة. الورشة التي من المقرر أن تزور أيضا الجامعات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، تهدف إلى التعريف بمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري.
وعي الناس ورؤاهم فيما يخص الآثار والتراث العمراني شهدا في الآونة الأخيرة نموا متزايدا. هذا الوعي المصحوب بالحماس، مشهود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والموضوعات التي تطرحها الصحف وبقية وسائل الإعلام.
تعول الهيئة العامة للسياحة والآثار كثيرا على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة. وهناك مسارات ضمن هذا المشروع تنطوي على أخبار سارة لمحبي التاريخ الإسلامي ومواقعه التاريخية.
تدعم هذا المشروع سلسلة تشريعات وأنظمة تم العمل عليها بمنتهى الجدية، أبرزها نظام الآثار الجديد الذي صدر هذا العام، وقد تضمن حوافز لمحبي الآثار، وعقوبات لمن يعبثون بالآثار أو يبددونها سرقة أو امتهانا. في كلمته التي ارتجلها في الحفل، قال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن المشروع يستهدف الوصول إلى قلب المواطن، باعتباره الركن الأهم، فالأمر لا يتوقف في منظور الهيئة عند مجرد ترميم الأماكن، بل إحياء هذه المواقع وتحويلها إلى أوعية تثقيف وتعليم وترفيه وإثراء للذاكرة وللهوية الوطنية والحضارية.
اللقاء شهد إعلان جامعة الملك سعود تمويل كرسي يهتم بالتراث الحضاري للمملكة. قال لي الدكتور زاهر عثمان إن جامعاتنا كانت تقاوم إنشاء أقسام للعناية بالتراث العمراني. أجزم بأن حماس الجامعات لهذا المجال بدأ يتزايد في السنوات الأخيرة. الطريق يبدو واعدا بكثير من الفرص. صناعة الوعي تؤدي إلى صياغة الأماكن من حولنا بشكل أجمل.