رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إلى متى تلعب أمريكا بالعرب؟

.. لا أظن أنكم سمعتم عمّا يطلق عليهم اختصارا EHM، ولا أنا أيضا.
حتى قرأت كتابا أيقظ كل الصرع الذي لم يخرج من جهازي العصبي. كتاب لا أعرف كيف خرج، ولا حتى مؤلفه كان يعرف كيف سيخرج، ومن سيقبل طباعته. كتاب سيهز أمة كبرى، كثرت فيها أخيرا النوائب والمصائب، والفضائح والنوائح.. إلا أن هذا الذي ورد في الكتاب، لم يكن يتوقعه أحد!
إلى متى تلعب أمريكا بنا؟ وهنا لا أقصد بنون الجماعة نحن فقط كسعوديين أو خليجيين أو عرب أو مسلمين، بل كل العالم بلا استثناء. دولة عملت طوال 70 عاما على اللعب بالعالم بطريقة بغيضة، شنيعة، أنانية، ميكيافيلية ليس لها نظير. لحظة، لم أقل أنا ذاك الكلام والله، بل قاله "جون بيركنس"، الذي كتب: "خلاص، لم أعد أحتمل. ضميري مثقل بما ارتكبت بلادي من جرائم بحق الإنسانية، ومثقل بما فعلت أنا من جرائم. وكان بيركنس أحد هؤلاء الذين قلنا إنهم "إي.إتش.إم".
دعونا نعرف أولا ما تعني الـ EHM. هي اختصار للجملة الإنجليزية: Economic Hit Men وتعني بالعربية "صائدو الرؤوس الاقتصاديون".
من هم صائدو الرؤوس الاقتصاديون هؤلاء؟ هم هوام الأرض الذين يلتهمون كل شيء على الأرض للنهاية، للعظم بل حتى يمتصوا النخاع.. من أي شيء.. كله لمصلحة الولايات المتحدة. يقول الكاتب عن كتابه المرعب حقا، والذي قرأته وأنا أحاول أن أعيد عينيَ لمحجريهما من فرط الدهشة والمفاجأة التي جعلت فاهي مفتوحا معظم الوقت: "كتابي هذا لم يرض أحد أن ينشره، وكنت قد أنهيته منذ أكثر من 20 عاما". الكتاب عنوانه: "اعترافات صائد رؤوسٍ اقتصاديConfessions of an Economic Hit Man". يذكر المؤلف أن رئيسا لإحدى أكبر دور النشر التي تتبع لمجموعة أمريكية دولية ضاغطة أعجب بما كتبه عن اعترافاته، والجرائم الفظيعة التي قام بها، ولكنه رفض أن ينشرها مشيرا إلى أن "الجماعة فوق" سيقفلون الدار. ولم تنشر.
يقول المؤلف بصراحة إنه حاول نشرها خلال الـ 20 عاما الماضية وكل مرة ينجح أحد أن يقنعه بالعدول، أو يرشونه فيقبل!
صائدو الرؤوس هم خبراء استثنائيون في الاقتصاد والتجسس ومهارات الإقناع التي لا تبارى، مسلحون بأسانيد تقنع أكثر الرؤوس صلادة وعنادا، ويدفَع لهم أجورا خرافية مقابل هذا العمل، غير الاستفادات التي يتلقونها بفرض الفساد في الدول. مهمتهم هو غش دول الأرض بتريليونات الدولارات، وأدواتهم التي يستخدمونها قوائم مالية مزيفة، وترتيب الانتخابات ليفوز شخص ليكون رئيس دولة يسيطرون عليه، والرشا، والابتزاز المتوحش، والجنس .. والقتل!
كل هذا غيض من فيض، قليل جدا من كثير جدا، من وقائع وفظائع من قصص "نزع أمعاء الأمم" وهو مصطلح ذُكر في الكتاب، ومد الدول بالقروض التي تستهلك بمقاولات تنفذها شركات أمريكية، ثم تنهب خيرات تلك الدول وتمتص شرايينها لآخر قطرة ممكنة.
لا يسع المقام لذكر الجرائم والمؤامرات التي اعترف بها مؤلف الكتاب، الذي يقول:"أنا أعرف آليات عصر الرقبة التي تعرضت لها دول عديدة، فقدمت أحشاءها لأمريكا.. أعرف، لأني كنت من ضمن من نفذها".
الآن.. لا أدري!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي