لماذا المجلس؟

كان الهدف والمقصد الأساس من إقامة دورة الخليج زيادة "أواصر القربى" وجمع شباب أقطار الخليج العربي في بطولة "تؤلف القلوب" وتزيد المودة فلازمها مسمى بطولة الشيوخ كون حضورهم دائما وبصمتهم فيها بارزة، ومع أن البرامج الرياضية المصاحبة للبطولة كثيرة غير أن بوصلتها لم تصب الهدف فقد أغرقت ساعات بثها بالجوانب الفنية والمشاكسات الإعلامية فأحالت صورة البطولة "صراعا " يصل إلى درجة الاحتقان الممقوت، غير أن برنامج المجلس بدأ مختلفا في فكرته ومضمونه بعض الشيء فالبرنامج الذي يحمل معه أدواته وطاقم عمله أينما حل ويظهر بالحلة نفسها والديكور الذي كان يظهر به في مقره الرئيس في الدوحة بات أشبه بصورة مصغرة لدول الخليج العربي فجميعها لها حضور وتمثيل بينما ساعد أسلوب وكاريزما مقدمه في إعطائه أبعادا "غير رياضية " فلم نعد نراه كرويا صرفا الأمر الذي غذى "البعد الأخلاقي" للدورة من محبة وتآلف واجتماع كلمة ولم يغفل الجانب الفني "التثقيفي" من خلال تميز ضيوفه وإجادة اختيارهم.
ما يشفع لهذه المقدمة وما سطرته الأحرف كثرة زواره من "مسؤولين وكبار شخصيات" الوفود المشاركة فنراهم يلبون الدعوة ومنهم من يبادر للزيارة من تلقاء نفسه ولعل "زيارة أمير الرياض" الشاب كانت تتويجاً وانعكاسا للاهتمام الطاغي وسعة انتشاره وتميزه وزاد بأن أعطى لمتابعيه صورة حية ومباشرة للرياض وأماكنها الجميلة فأصبحوا في قلب الحدث وأشاح الغطاء عن وجهها الفتان فلم يربط وجوده بعاصمتنا الغالية بالجانب الرياضي فقط بل ذهب يسهم في جوانب تربوية فلقد "ترك خالد جاسم مكانه" لأحد الشباب الصغار ليتولى مهمة تقديم البرنامج الأكثر تميزا ومتابعة، درس في كيف يكون المنبر وسيلة لغرس مفاهيم القيادة والنجاح، وما يحسب له سعة اهتمامه وكبر المساحة المعطاة لأصحاب المواهب والاهتمامات المختلفة فما أجمل أن ينطق بعض المسلمين الجدد بالشهادتين في برنامج رياضي، إنها قمة التسامي والسمو في خدمة رسالتنا الخالدة.
لن أواصل السرد في تعداد النشاط غير الرياضي المصاحب للبرنامج فجمعية إنسان، الكشافة السعودية، جمعية المعوقين، وهيئة البديعة، والأجمل السياحة في السعودية وجدناها في المجلس الرحب فزاد جمالاً بتعدد القيم والرسائل فنجح في استقطاب اهتمام شريحة واسعة وكبيرة من المتابعين.
أما الفكرة الرائدة "استراحة الإعلاميين" فقد كانت نقطة تحول في كيفية زيادة الفكر والوصول للهدف فقد رأينا من تصورنا بأنهم خطان متوازيان بسبب التعصب والكراهية متقابلين في فرح وسرور ونقاش مفتوح فباتت صور ما يجري فيها وما يصدر منها مفاهيم مختلفة للتنافس والصراع الحميم في الميدان والأخوة في القلوب وهي أثمن وأبلغ ما نريده ونطلبه، فترى أصحاب الرؤى والميول المختلفة لهم وجود وقبول ونقاش تتم إدارته بطريقة مقبولة بشكل كبير، وهذا لا يعني أنه دون أخطاء ومن غير نقص فالكمال غاية يسعى لها الجميع غير أن السؤال يبقى لماذا المجلس؟، كيف انتشر؟، وكيف نجح في استقطاب هذا الحشد الكبير ونجح في استقطاب الاهتمام من الجميع؟ ولماذا هذا التجاوب والقبول تجاه ما يعرضه على الرغم من طول ساعات البث؟.
إن الإجابات على هذه التساؤلات سترسم خريطة الإبداع للمقبل ممن يحمل هم العمل المثمر والمؤثر وترك بصمة لا تزول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي