رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التخطيط ولغة الأرقام

أعلم أن لدى بعض الناس مشكلة مع الأرقام، إذ يصعب عليهم التعامل معها، وقد تكون مادة الرياضيات أحد الأسباب التي تسببت في ترك البعض المدرسة نظرا لما يواجهونه من صعوبات في فهمها، وقد لا يكون السبب قدرات الطالب، واستعداداته بقدر ما هو المنهج في صياغته، وعرضه، والأمثلة التوضيحية التي يتم عرضها، إضافة إلى طريقة التدريس، وكذلك الاتجاهات السلبية التي تشكلت لدى الطالب بتأثير من بيئته المحيطة.
الرياضيات، والإحصاء ليس هو موضوعنا لكن لأهمية الأرقام في التخطيط، والتنمية تمت الإشارة إلى الرياضيات، ودورها في تشكيل العقول القادرة على استثمار لغة الأرقام، التي يفترض تمثيلها الحقيقة، وكشفها الواقع كما هو في الميدان. من المعلوم أن هناك نسب خطأ تعتري بعض النتائج الرقمية لكنها غالباً تكون محدودة إن أخذت الاحتياطات، والطرق العلمية في جمع البيانات والمعلومات.
نشر المركز الوطني للمعلومات، التابع لوزارة الداخلية معلومات سكانية تكشف نسب الشرائح العمرية المختلفة في المملكة حيث بين أن 67 في المائة من سكان المملكة أعمارهم ثلاثون سنة وأقل، في حين أن 80 في المائة يمثلون شريحة الأعمار أربعين سنة وأقل، أما أقل من خمس عشرة سنة فإنهم يمثلون 35 في المائة من السكان. التأمل في هذه الحقائق الإحصائية يفترض أن يستثير همة مخططي التنمية، والجهات ذات العلاقة كافة لمعرفة احتياجات، بل استحقاقات هذه الشرائح المختلفة، فمن هم دون الخامسة عشرة بعد ثلاث سنوات سيلتحق جزء منهم بالجامعة، وفي سن الثانية والعشرين يتخرجون، ما يعني ضرورة التأكد من جاهزية سوق العمل لاستقبالهم، بدلا من تخرجهم، وتركهم عاطلين مع ما يترتب على هذا الوضع من مشكلات سلوكية، واجتماعية تضر بالأفراد، والمجتمع على حد سواء.
ويضاف إلى احتياجات هذه الشريحة السكن، إذ إنهم سيتزوجون ويكونون أسراً، فالسكن يمثل حاجة ضرورية نلمس أثرها في الوقت الراهن لقلة الأراضي، وغلاء أسعارها الفاحش، كما أن من الاحتياجات الخدمات الصحية، التي لم تعد مشكلات المواطنين معها تخفى على أحد.
جزء ممن هم دون الخامسة عشرة أطفال ما يعني ضرورة توفير مدارس حضانة، ورياض أطفال، ومواصلات مناسبة لهم، إضافة إلى مدارس ابتدائية، ومتوسطة، وثانوية، ومعرفتنا بهذه الحقائق تمكن الجهات المعنية من جدولة مشاريعها بشكل متوائم يؤخذ في اعتباره المراحل التي ينتقل إليها الأفراد، ويتناسب مع نمو المدن والقرى، وتوسع الأحياء، بدلاً من اضطرار الجهات المعنية إلى استئجار أماكن لم تعد في الأساس كمدارس، وهذا بلا شك ينعكس سلبا على الخدمة التربوية، والتعليمية التي نتطلع إلى أن تكون في أعلى مستوياتها.
الشريحة التي تمثل 67 في المائة من السكان، وهم من دون الثلاثين سنة، فهؤلاء خاصة ما بين سني الثانية والعشرين والثلاثين يفترض أنهم شقوا طريقهم في الحياة وأسسوا مستقبلهم بشكل سليم، ولو قدر خلاف ذلك لبعضهم فهذا يدل على خلل في التخطيط الذي أدى إلى هذه النتائج. جودة التعليم تنعكس على الوضع الأسري، والمعاشي، والظروف كافة. من هم فوق الأربعين سنة 20 في المائة، حسب هذه الإحصائية، وهؤلاء في سن الكهولة والشيخوخة، ولهم من الحقوق ما لغيرهم من أندية اجتماعية، ورعاية صحية، ودخل جيد يقيهم الحاجة إلى الآخرين وقد أبلوا بلاء حسنا في خدمة وطنهم، ومجتمعهم. المعلومات المرتبطة بهذه الشرائح تساعدنا على اكتشاف أي خلل، أو مشكلات تواجه أيًّا منهم، وتقديم المساعدة، وإيجاد البرامج التدريبية، وإعادة التأهيل المهني، والاجتماعي في حال وجود معوقات لديهم تجنبا لمشكلات سلوكية، واجتماعية قد تتراكم لتنفجر في أي لحظة في وجوه الجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي