الشبكة الذكية وعلاقتها بمبادرات «جوجل»
يشير مصطلح الشبكة الذكية إلى فئة من التقنية يمكن استخدامها لتحديث أنظمة توصيل الكهرباء باستخدام جهاز تحكم من بعد يعتمد على الحاسوب والتشغيل الآلي. وتعمل أنظمة الشبكة الذكية على اتجاهي اتصالات رقمية بين الجهاز الميداني ومركز تشغيل شبكة المرافق. وتسمح تقنية التشغيل الآلي التي توفرها الشبكة الذكية للمرافق بضبط والسيطرة على الأجهزة الفردية أو المتعددة من داخل موقع مركزي.
وربما تصبح تقنية الشبكة الذكية بالنسبة لشركات المرافق تقنية ثمينة لا تقدر بثمن. وقبل عملية الدمج كانت شركات المرافق العامة تقوم بإرسال العمال لجمع البيانات المستخدمة في عملية تزويد العملاء بالكهرباء. وتزيد تقنية الشبكة الذكية من كفاءة استخدام الطاقة من خلال قدرتها على التحكم من بعد، مما يمكّن المرافق من استكشاف وضبط الإعدادات بشكل جماعي، كما يستفيد المستهلك مباشرة من الشبكة الذكية. وتمكنناهذه التقنية من مراقبة وضبط استخدام الطاقة من خلال العدادات الذكية وأنظمة إدارة الطاقة المقدمة للمنازل أو الشركات والتي توفر قراءات معدلات وحجم الاستهلاك على مدار الساعة، مما يجعل بيانات الطاقة حرفيا في متناول يد المستهلك.
ويمكن لتقنية الشبكة الذكية أن تجعل تنفيذ عملية الشحن يتم بشكل أكثر استراتيجية، بمعنى أن تنفذ العملية عندما يكون الطلب منخفضا باستغلال كل منا لتوليد منخفض التكلفة والقدرة الإضافية للنظام، أو عندما يكون حجم إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة مرتفعا. وعلى المدى الطويل يمكن لتقنية الشبكة الذكية أيضا تمكين السيارات الكهربائية من إعادة تغذية الكهرباء المخزنة في بطارياتها مرة أخرى إلى النظام عند الحاجة. كما يشيع اعتقاد بين المتفائلين بأن تقنية الشبكة الذكية لديها القدرة على توفير مزايا أخرى بما في ذلك "الهواء الأنقى، والصحة الأفضل، وفواتير الكهرباء الأقل سعرا، إضافة إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. أما من الناحية المالية فيمكن لهذه التقنية أن تؤدي إلى تحقيق قدر كبير من الوفر.
وتسعى شركة جوجل إلى تطوير تقنيات ومنتجات لاستغلال الفرص العالمية لتوزيع الكهرباء عبر بنية تحتية جديدة ومحسنة. وفي سعيها لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، تستكشف الشركة عالم الاحتمالات الذي توفره تقنية الشبكة الذكية. وتشير التقارير إلى قيام الشركة بتصميم البرامج والأجهزة التي من شأنها مساعدة المرافق في إدارة تدفق الطاقة من وإلى المستهلكين. ويعمل فريق "جوجل" لتوفيرالطاقة - بقيادة نائب رئيس وحدة الطاقة في الشركة - حاليا على تطوير هذه التقنية.
ولقد أنفقت شركة جوجل نحو 3.2 مليار دولار أمريكي حتى الآن لشراء شركة أجهزة تنظيم الحرارة الرقمية "نيست لابس" المتخصصة في أجهزة التشغيل الآلي المنزلية التي تجمع البيانات ذاتيا وتعتمد على الاستشعار. وكان أول المنتجات جهاز تنظيم حرارة يبرمج نفسه بناء على تفضيلات المستخدم. حيث يستغل جهاز تنظيم الحرارة تقنية الاستشعار لاكتشاف عدم وجود أحد في المنزل ومن ثم يقوم بخفض استخدام الطاقة. ولقد أكد شراء "جوجل" للشركة الاهتمام بأنظمة الشبكة الذكية.
وعلى الرغم من أن شركة جوجل لم تدل بأي تصريحات بشأن مشاريع الشبكة الذكية الجاري تطويرها، إلا أن هناك الكثير من التكهنات. حيث عرضت الشركة أخيرا جائزة بقيمة مليون دولار أمريكي لتصميم أصغر وأذكى عاكس للطاقة الشمسية، والذي أطلقوا عليه اسم تحدي الصندوق الصغير. ويشير التحدي والمكافأة الكبيرة إلى رغبة "جوجل" في التعمق في أحدث إلكترونيات شبكة الكهرباء. وتسعى "جوجل" إلى تطوير تقنيات ومنتجات لاستغلال الفرص العالمية لتوزيع الكهرباء عبر بنية تحتية جديدة ومحسنة. وقد اعترفت الشركة بتقييمها للإمكانات، مشيرة إلى أن منظومة مشاريعها تشمل "الحلول التي تهدف إلى إحداث تغيير جذري في عالم الطاقة".