غيرت وجه العالم .. ولم تنس فقراءه
بيل جيتس Bill Gates أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت Microsoft، وهي من الشركات التي غيرت وجه الحياة على كوكب الأرض. بعد أن صعدت الشركة إلى أرقام قياسية بإدارة قائدها الذي ترجل عن دفة القيادة، واتجه لنشاط لا يقل أهمية عن تطوير مستوى الحياة التقنية، بل قرر أن يعود ليعالج ما قد يخلفه هذا التطور من طبقيات قد تعاني بسبب هذا التطور غير المسبوق.
التفت جيتس إلى مؤسسة The William H. Gates Foundation المهتمة بمجال التعليم، وتم تغيير اسم المؤسسة الخيرية إلى The Bill & Melinda Gates Foundation بعد عملية اندماج مع المؤسسة السابقة، زاد من أرصدتها مائة وستة وعشرين مليون دولار في عام 2000. وفي 2006 وصل حجم التمويل لهذه المؤسسة الخيرية لنحو ملياري دولار أمريكي. وفي 2008 ترك جيتس منصبه في مايكروسوفت ليتفرغ كليا لأعمال المؤسسة الخيرية مع زوجته مليندا.
في عام 2006 انضم أثرى أثرياء العالم Warren Buffett لمجلس الأمناء في المؤسسة بعد أن منحها عشرة ملايين سهم من أسهم Berkshire Hathaway وهي شركة قابضة ذات استثمارات طويلة الأجل يرأسها بافت. وصلت أوقاف المؤسسة حتى عام 2013 إلى مبلغ 38.3 مليار دولار أمريكي، والتي تركز في أعمالها دوليا على تعزيز الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع، ومحليا "داخل الولايات المتحدة الأمريكية"، توسيع فرص التعليم والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات.
تملك المؤسسة استثمارات في عديد من كبريات الشركات، تشمل BerkshireHathaway 6.59 في المائة،Coca-Cola Co. 0.77 في المائة، McDonalds 1.09 في المائة، Wal-Mart 0.36 في المائة، Canadian National Railway Co. 2.06 في المائة، وغيرها عديد من الشركات الخدمية والبترولية والإعلامية. منجزات المؤسسة بحاجة إلى صفحات لا متناهية لسرد ما حققته وما تعمل لتحقيقه، لكن على الصعيد العالمي يمكن أن نذكر عددا من المشاريع التي أسهمت فيها ومن أبرزها دعم الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بمبالغ فاقت 1.3 مليار دولار أمريكي بدأت منذ عام 2012. وقدمت مبلغ 86 مليون دولار لمحاولة القضاء على شلل الأطفال. كما منحت برنامج لقاح الأطفال، تبرعا بمبلغ 27 مليون دولار لمساعدة التطعيم ضد التهاب الدماغ الياباني. كما أسست إدارة جديدة للصحة العالمية في جامعة واشنطن بأمريكا بمبلغ يقارب 30 مليون دولار أمريكي. في هذا العام قدمت المؤسسة دعما بقيمة مليار ريال سعودي لمصلحة مشاريع شلل الأطفال التي يشارك فيها بنك التنمية الإسلامي. أما على الصعيد الوطني فقد دعمت المكتبات العامة بمنح مالية وأجهزة كمبيوتر وبرمجيات، وتوفير التدريب والدعم الفني في محاولة لزيادة الوصول للإنترنت وزيادة المعرفة. كما أسهمت المؤسسة في إعادة بناء المكتبات التي تأثرت من إعصاري كاترينا وريتا بمبلغ يفوق 12.2 مليون دولار أمريكي. كما أسهمت في بناء وافتتاح عديد من المدارس في المناطق التي تعاني من نسب عالية من الطلاب المهاجرين لضمان تقديم التعليم الملائم لهم. كما قدمت المؤسسة دعما كبيرا للجامعات المتخصصة في مجال الحاسب الآلي لتطوير التعليم في هذا المجال، حيث قدمت ما يزيد على 25 مليون دولار أمريكي لجامعة كورنيل، و20 مليون دولار لكلية كارنيجي ميلونو، إضافة إلى تقديم عديد من المنح الدراسية للبارزين، حيث تم إنشاء برنامج منح غيتس كامبريدج الدراسية لدعم 100 طالب كل عام في إكمال دراساتهم العليا.
وتستمر حياة العطاء لخلق تجارب مثالية من العمل الخيري الذي نشأ من وعي وفهم للمسؤولية الاجتماعية للشركات CSR.