رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الهلال والمحتقنون

من أكثر الأوصاف تداولا في الوسط الرياضي هو وصف نادي الهلال بنادي "الإعلام"، حيث يشير البعض إلى وجود "لوبي" أزرق يسيطر على مفاصل الإعلام، سواء المقروء منه أو المسموع أو المرئي، والسيطرة تلك تعد أبرز قوى الدفع الهلالية التي جعلت من الفريق زعيما على القارة الآسيوية.
وصف الهلال بنادي الإعلام تطمسه الأحداث والوقائع، فمجرد تفريغ نفسك للمكوث أمام القنوات الرياضية والصحف المحلية يوما واحدا فقط فستجد حتما أن تلك المقولة مجرد "هراء"، وأن الهلال خصوصا في السنوات القليلة الماضية يعاني ترهلا "إعلاميا" وينهج خطة الدفاع ولم يهاجم في يوم إعلاميا.
الأحداث تقول إن الهلال من أضعف الأندية الكبرى في السعودية إعلاميا، ودائما يكون عرضة للنقد والتجريح أحيانا، ناهيك عن الحرب الضروس التي تشن عليه من قبل الإعلام، الساعية إلى هز ثقته بنفسه في كل محفل يشارك فيه.
الكثير من الإعلاميين لا يقفون ضد الهلال فقط، بل بلغ بهم الغلو في "الضدية" إلى الاحتقان من الهلال، وزاد احتقانهم في المعترك الآسيوي الأخير، الذي بلغ فيه الفريق النهائي، ولم يكتفوا بالمجاهرة بأمنياتهم لخسارته، بل زادوا وأعلنوا إقامة الأفراح والليالي الملاح وتقديم "الحشو" قربانا لهذه الخسارة المنتظرة، وعذرهم في هذا الشأن أن الرياضة مجرد تسلية لا علاقة للوطن والدين بها.
وهم محقون لا شك في هذا الأمر، وأجدني أميل لرأيهم حول عزل المنافسات الرياضية عن الوطنية والدين أيضا، ولكنْ هناك أمر "خطير" يغفل عنه هؤلاء الإعلاميون، ألا وهو سَن سنة "غير حسنة" قد تتجاوز الوسط الرياضي، خاصة أن جُل متابعيهم في صحفهم أو في حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من صغار السن.
هل تعلم عزيزي الإعلامي "المحتقن" ضد الآخر أن الكثير ينظر لك كقدوة، وأنك عندما توجه النشء على الفرح وإقامة الولائم على خسارة فريق فأنت تزرع فيهم خصلة غير حميدة، ألا وهي "الفرح على أحزان الآخرين"، وقد يدفعهم "الغلو" الذي تزرعه فيهم إلى ممارسة تلك الخصلة في الحياة كلها، لا في الشأن الرياضي فقط.
لا بأس عزيزي الإعلامي المحتقن لو شجعت فريقا سعوديا ضد آخر أجنبي، ولكن أن يبلغ بك الاحتقان إلى البذل والعطاء والإنفاق بنحر "الحشو" وتقديم الجوائز على خسارة فريق، في حين لم تفعلها في حال انتصار فريقك، فأنت هنا تميل للفرح لحزن الآخر أكثر من الميل للفرح بفوز فريقك، وهي خصلة غير حميدة لا شك، تحتاج معها إلى مراجعة طبيب نفسي لعله ينجح في انتزاعها من قلبك وتطهيره.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي