كوب قهوة .. لتنمية المجتمع
منتجات ذات قيمة بسيطة تصنع فارقا في حياة البشر. شركة كوستا كوفي Costa Coffee واحدة من أهم الشركات العالمية التي ارتبطت بالحياة اليومية لملايين البشر. نشأت كمقهى يقدم مشروبات القهوة في لندن عام 1971 على أيدي الأخوين الإيطاليين سيرجيو وبرونو كوستا، لتصل بعد نحو 40 عاما إلى 29 دولة بعدد فروع يزيد على 1700 فرع. المنتج الرئيس الذي تعتمد عليه الشركة في تواصلها مع عملائها هو القهوة. الوصول إلى العالمية ألزم الشركة بمجموعة من الالتزامات التي جعلتها من الشركات ذات السبق في تغيير ثقافة المجتمع، والاهتمام بالبيئة والمنتجين.
في عام 2006 أنشأت الشركة ذراعها المجتمعية Costa Foundation منظمة كوستا تحت شعار Helping Community Grow لمساعدة المجتمعات على النمو. ما أجمله من كوب قهوة يقود شركة من بيع منتجات القهوة إلى شركة تسهم في تنمية المجتمعات. هذه فلسفة المسؤولية الاجتماعية للشركات CSRCorporate Social Responsibility. اهتمت الشركة بالمجتمعات الفقيرة، التي تنتج حبوب القهوة. فقامت باتباع استراتيجيات لمعالجة الفقر في دول إنتاج القهوة، إضافة إلى المساهمة في توفير التعليم المطور لهذه المجتمعات. والذي سيقود إلى تحسين مستوى الصحة العامة، تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين، الرعاية البيئة، وحماية الحياة الطبيعية من تأثيرات البشر.
خلال سبع سنوات من العمل الدؤوب قامت الشركة بإنشاء 42 مدرسة لتخدم ما يزيد على 26 ألف طفل في ثلاث قارات موزعة على ثماني دول من دول إنتاج القهوة تشمل كولومبيا، كوستاريكا، إثيوبيا، جواتيمالا، هندوراس، بيرو، أوغندا، وفيتنام.
انضمت الشركة إلى تحالف الغابات الماطرة Rainforest Alliance وهي منظمة غير ربحية تهدف للمحافظة على التنوع البيولوجي لضمان سبل العيش المستدامة في طريق تحويل ممارسات استخدام الأراضي، والممارسات التجارية وسلوك المستهلك لدعم المنتجات الخضراء. بمنتجات مطابقة لاشتراطات المنظمة تحمل شعار الضفدع الأخضر #The Follow Frog.
لم تكتف كوستا بذلك بل تدعم المزارعين والمنتجات في بلد الشركة الأم بريطانيا. وتقوم باتباع سياسات مسؤولة لدعم المزارع البريطانية، ودعم المنتجات صديقة البيئة، والتركيز على الطاقة المتجددة، وخفض انبعاثات الكربون Carbon emissions. جميع هذه المناشط تقبع تحت مظلة دعم الشركة الاجتماعي، والاقتصادي والبيئيSocial Economic & Environmental. من خلال هذا الاهتمام، وسياسات التأثير الناعمة التي تتبعها الشركة، إضافة إلى ممارسات الجودة العالية، وكونها منشأة صديقة للمجتمع والبيئة وصلت "كوستا" لتكون الأفضل لدى المستهلكين بواقع سبعة أشخاص من كل عشرة أشخاص يعشقون القهوة في بريطانيا، ذلك أوصل الشركة لنتيجة أنها أصبحت في المركز العاشر ضمن أفضل 25 بيئة عمل في الاستفتاءات.
عندما نقرأ مثل هذه الممارسات، ونرى كيف أن شركة قامت على احتياجات بسيطة للمستفيدين تصوغ سياساتها بما يحمي ويطور بيئة عملها المحيطة، وتتعدى ذلك إلى البيئات التي تزودها بالمنتجات والمواد الأولية لمنتجاتها. نتساءل عن شركات عملاقة في منطقتنا العربية تحقق الأرباح دون أي أثر في مجتمعها المحيط، أو على تحقيق الاستدامة التي ستعود عليها بفائدة النمو والاستمراية وتحقيق الولاء.
وكل عام وأنتم بخير.