أمنيات العام الجديد
كنت أجلس برفقة مجموعة من الصديقات، حين طرحت إحداهن فكرة كانت عبارة عن "أمنيات" تقولها كل واحدة منا بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد، رحبت الصديقات بالفكرة وابتدأ سيل الأمنيات بالتدفق..!
- قالت الأولى: أتمنى أن أنقص من وزني 20 كيلو جراما لأعود تلك الزوجة الفاتنة في عيني زوجي!
- قالت الثانية: أتمنى أن أسافر إلى سويسرا التي أحلم بزيارتها منذ كنت بالمرحلة الثانوية!
- قالت الثالثة: أتمنى أن أكمل كتابة روايتي التي ابتدأت كتابتها قبل خمس سنوات..!
- قالت الرابعة: أتمنى أن أنجح في مشروعي الذي افتتحته وما زالت خسائره تنهال فوق رأسي؟
حين جاء دوري لم أحدثهن عن أمنياتي، ليس غرورا مني، بل لأني أؤمن بأن الأمنيات تظل أمنيات غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ما لم تكن أهدافا مكتوبة ضمن خطط مدروسة وإطار زمني محدد..!
أخبرت صديقتي الأولى بأنها لن تكون رشيقة لأنها لا تفعل هذا الأمر وهي مؤمنة بأهمية أن تعيش حياة صحية وجسد رشيق متناسق، بل لأنها تريد أن تحصد الرضا والثناء من عيني زوجها، لذلك عند أقل خلاف مع زوجها ستهرع للثلاجة وتدفن رأسها فيها انتقاما منه!
وقلت للثانية لن تسافري للبلد الذي تحلمين به، فسياستك القائمة على "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" هي سياسة حمقاء لن تحقق هدفك، لذلك ابذلي جهدك في الاقتصاد المالي ضمن خطة مرسومة لتتمكني من ادخار المال الذي يحقق هدفك!
وقلت للثالثة الكاتب حين يعشق قلمه فإنه يضحي بأمور كثيرة ليتمكن من صنع خلوة تضمه وإياه بعيدا عن ضجيج الحياة حتى يبدع وينتج، وأنت لن تكملي روايتك ما لم تقللي من حجم علاقاتك الاجتماعية المتشعبة وتلبيتك لكل دعوات الأعراس والحفلات!
أما الرابعة فأخبرتها بأن تمسكها بخططها الفاشلة هو المسمار الأخير الذي سيدق في نعش تجارتها إن هي استمرت عليها، لذلك حتى تنجح فعليها أن تكون مرنة في خططها، بل تحرص على خطط بديلة جاهزة.
وخزة
- الأهداف ليست مرتبطة بأول السنة أو وسطها أو نهايتها، ولا أول يوم في الأسبوع أو الشهر، بل هي مرتبطة بمدى إيمانك الحقيقي بالهدف، ومتى وجد هذا الإيمان فلتبدأ وحسب!
- علمتني الحياة أن الأمنيات تظل أمنيات، أما الأهداف المكتوبة فهي التي تتحقق بإذن الله تعالى!