البرازيل .. تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة
تستعد البرازيل - في إطار تطلعها للاستفادة مما تمتلكه من موارد هائلة للطاقة المتجددة - إلى السير قدما في اتخاذ خطوتها المقبلة في مجال الطاقة، حيث يسعى المستثمرون إلى تقديم العطاءات للحصول على عقود مشاريع الطاقة المتجددة. وتلك المشاريع التي يتم اختيارها من خلال هذه المزايدات غالبا ما تنتهي بعقد اتفاقيات شراء طاقة طويلة الأجل (PPAs) يجب الانتهاء من تنفيذها في غضون خمس سنوات.
وتنتوي البرازيل تنظيم مزاد للطاقة على مستوي الدولة كلها يعرف باسم (A3) ويتوقع أن تهب عليه طاقة الرياح بشدة، حيث تمثل تقنية طاقة الرياح 88 في المائة من العقود التي يصل إجمالي القدرة المراد توليدها من تنفيذها إلى 7 جيجا واط. وقد خصصت وكالة الطاقة البرازيلية EPE) 6.2) جيجا واط لمشاريع طاقة الرياح، وهي قدرة من شأنها أن تضاعف القدرة الحالية البالغة 3.5 جيجا واط أربعة أضعاف بحلول عام 2018.
وتم تركيب أول توربينات طاقة الرياح في البرازيل في فرناندو دي نورونها أرخبيل عام 1992. وبعد ذلك بعشر سنوات صممت الحكومة برنامج حوافز مصادر الطاقة الكهربائية البديلة (Proinfa) لتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل طاقة الرياح، والكتلة الحيوية، ومحطات توليد الطاقة الكهرومائية الصغيرة (PCHs). وتستخدم هذه المحطات الطاقة الكهرومائية - رائدة مصفوفة الطاقة في البرازيل - التي تمثل حوالي ثلاثة أرباع قدرة الطاقة المستخدمة في البرازيل.
وأدى ارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة - إلى جانب مزايا الوفرة الضخمة لطاقة الرياح كمصدر للطاقة المتجددة - بالعديد من البلدان إلى وضع الحوافز التنظيمية والاستثمارات المالية المباشرة لتحفيز توليد طاقة الرياح.
كما ستقوم البرازيل - في خطوة تستهدف تنويع ملف الطاقة - بعقد مزاد لمنتجي الطاقة الجديدة يعرف باسم مزاد الطاقة (A5) في الشهر المقبل. ووفقا لوكالة الطاقة البرازيلية (EPE)، فقد تم بالفعل قبول الطلبات الأولية التي بلغ مجموعها 50.9 جيجا واط، التي تتضمن عروضا لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح والطاقة المائية وطاقة الكتلة الحيوية.
وحازت الطاقة الشمسية الكهروضوئية مشاريع تفوق قدرتها 6100 ميجا واط من إجمالي 225 طلبا أوليا، في حين حازت الطاقة الشمسية الحرارية على ثمانية مشاريع بقدرة 240 جيجا واط. ومع ذلك لا تزال تقنية طاقة الرياح هي الأكثر شعبية، حيث صرحت وكالة الطاقة البرازيلية (EPE) بأنها تلقت أكثر من 700 طلب أولي بقدرة 17.4 جيجا واط من طاقة الرياح.
وعلى الرغم من نسب المشاركة العالية فمن المتوقع أن مشاريع طاقة الرياح هي التي ستنجح بشكل رئيسي، في ظل وجود أمل ضئيل جدا للطاقة الشمسية بسبب انخفاض السعر الأقصى للطاقة الذي يحدد في المزاد. وتاريخيا كانت طاقة الرياح أرخص بكثير من الطاقة الشمسية في البرازيل، على الرغم من الانخفاض المتزايد في أسعارها.
واعترافا بالانخفاض المتزايد في تكاليف الطاقة الشمسية، تخطط البرازيل أيضا لعقد المزاد الأول من نوعه للطاقة الشمسية في النصف الثاني من هذا العام خلال المزاد الدوري محدد السعر. ولن تقبل سوى عروض مشاريع الطاقة الشمسية التي يصل إجمالي قدرتها إلى حوالي 1 جيجا واط. وتأمل البرازيل في تعزيز قطاع الطاقة الشمسية بهذه الموجة الهائلة من التنمية، وذلك وفقا لبيان صدر أخيرا عن موريسيو تولماسكيوم مدير وكالة الطاقة البرازيلية (EPE) الذي صرح أنه بدأ بالفعل المفاوضات مع بنك التنمية (BNDES) لتوفير الدعم المالي للمزاد. وكان آخر مزاد محدد السعر - الذي عقد في أغسطس 2013 - قد منح اتفاقيات شراء طاقة (PPAs) لصالح مشاريع طاقة الرياح، والكتلة الحيوية، والطاقة المائية فقط.
وعلى الرغم من كونها عاشر أكبر مستهلك في العالم للطاقة، فالبرازيل تعد مثالا على ما يمكن أن يتحقق عبر توظيف مصادر الطاقة المتجددة النظيفة على نطاق عالمي؛ وهي تعد قائدة للعالم في ريادة تقنية الوقود الحيوي الجديدة.