رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المسنون وكبار السن .. هل يستحقون جمعية؟

في ضوء ما أثير في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في "تويتر" حول كبار السن وحماس الكثيرين لتأسيس جمعية ترعى حقوق هذه الفئة، ونزولا عند رغبة الزميل العزيز الدكتور موافق الرويلي، الذي بدأ يناضل من أجل هذه الفئة، سأخصص هذه المقالة للحديث عن كبار السن في المملكة.
بداية تستخدم كلمة "المسن" أو "المسنة" للدلالة على الرجل أو المرأة الكبيرين في العمر، ويرتبط هذا المفهوم بمرحلة الشيخوخة، التي يرى الكثيرون أنها تمتد من سن الـ60، أو الـ65، وتستمر حتى الوفاة. وهي في الغالب ترتبط بالسن الرسمي للتقاعد، ولكن ليس هناك اتفاق بين الباحثين حول تحديد دقيق لمفهوم المسنين، لذلك نطلق في دراساتنا السكانية مصطلح "كبار السن" على هذه الفئة من السكان. وفي معظم الأحوال، تتسم هذه المرحلة بتغير تدريجي وتناقص في القدرات والإمكانات الجسمية والعقلية والنفسية. وتختلف سرعة هذا التدهور والتناقص في القدرات ودرجته من شخص إلى آخر تبعا لنمط الحياة والبيئة التي يعيش فيها الإنسان إلى جانب المسائل الوراثية والتاريخ الصحي. لذلك هناك مسن قادر على العمل وعلى تلبية حاجاته المعيشية بنفسه وهناك مسن غير قادر. وللمسن مكانة كبيرة في المجتمع المسلم لقوله (صلى الله عليه وسلم) "ليس أفضل عند الله من مؤمن يُعمر في الإسلام لتسبيحه، وتكبيره وتهليله". وقوله (صلى الله عليه وسلم) "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". باختصار، فإن المسن هو الفرد الذي تجاوز سن التقاعد، أي تجاوز سن الـ60 أو الـ65، ومن الشائع في معظم الدول، أن يُعد المسن من بلغ سن الـ65 أو تجاوزها بصرف النظر عن عجزه أو مستوى صحته.
ونتيجة لانخفاض معدلات الإنجاب حول العالم وتحسن الأحوال الصحية، بدأ السكان يشيخ aging في دول كثيرة، فعلى مستوى العالم تصل نسبة السكان الذين أعمارهم 65 سنة أو أكثر نحو 8 في المائة أي ما يعادل 570 مليون شخص. وترتفع نسبة كبار السن إلى 17 في المائة في الدول المتقدمة، في حين تنخفض إلى 6 في المائة في الدول النامية، وإلى نحو 3 في المائة في السعودية.
ونظراً لمحدودية المساحة المخصصة للمقال، سأنثر الإحصاءات دون تعليقات تفصيلية. بناء على تعدادات السكان في المملكة، فإن نسبة السكان 60 سنة فأكثر تصل إلى 4 في المائة في عام 1974م وإلى 5 في المائة في عام 1992م ثم إلى أكثر من 5 في المائة قليلاً في عام 2010م.
وبناء على تقديرات الأمم المتحدة، فإن نسبة السكان 60 سنة فأكثر في المملكة تصل في عام 2015م إلى 5.4 في المائة، أي ما يعادل نحو 1.6 مليون شخص، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى نحو 7 في المائة في عام 2020م ثم إلى نحو 9 في المائة في عام 2025م، وإلى 11 في المائة في عام 2030م، وستناهز نحو الربع (25 في المائة) في عام 2050م أي ما يعادل عشرة ملايين نسمة.
أختتم بالقول إن التحرك الأخير من قبل الزملاء حول ضرورة تأسيس جمعية للمسنين ترعى حقوقهم وتدافع عنهم وتتكلم باسمهم أصبح ملحا وضروريا، فأدعو لهم بالتوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي