شيء حول: سري للغاية
في نفسي شيء من كلمة: سري للغاية. ليس لأني أرفضها. هي مهمة وضرورية للغاية. سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد المهني. لكنك عندما تتأمل حال المعاملات السرية في القطاعين الخاص أو الحكومي، تجد أن هناك تهاونا في هذه المسائل، وهذا التهاون ليس ناتجا عن شح في الأنظمة، بقدر ما تتعلق بحالة اللا مبالاة التي يتعامل بها صاحب الصلاحية مع مثل هذه التفاصيل.
النتيجة أن الكثير من الأسرار ذات الحساسية العالية تجدها مهدرة سواء المجالس العامة أم عبر الإنترنت.
لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن أن يطلق على تقرير ما أنه تقرير سري، وهو مطبوع في هذه المطبعة أو تلك، وتتناقله الأيدي، قبل أن يتم وضعه تحت النظر وإتاحته للعامة، سواء كان هذا التقرير مصرفيا أم اجتماعيا. ناهيك عن بعض التفاصيل الأخرى التي لا تسمح المساحة بالتوسع في الحديث عنها.
لقد تحولت عبارة سري للغاية، إلى مجرد لفظة لإضفاء الأهمية على ملف ما، لكنه في حقيقة الحال مشاع بين الأيدي.
قبل فترة، أطلعني صديق على أوراق ووثائق تخص إحدى الجهات، ضمن ملف في موقع لمشاركة الملفات على الإنترنت. حجم المعلومات الموجودة في الملف مخيف جدا، ويبدو أن أحدهم كان يتعامل معه بحسن نية باعتباره سحابة إلكترونية للحفظ، لكنه ترك خاصية الاطلاع على هذه الملفات مفتوحة للعموم. ورغم أنه تم التواصل مع هذه الجهة فورا وتنبيهها إلى هذا الخلل، لكن من المؤكد أننا نعاني من إفراط في الثقة فيمن لا يمكن الثقة فيه، لظروف موضوعية تنص عليها الأنظمة.