جهود تستحق الإشادة
نشر موقع الجزيرة مقالا بعنوان حراس الكردون، والكردون هو السياج أو النطاق. وتتحدث المقالة عن جهود فرق رجال الأمن التي تحاول مساعدة ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسك حجهم، وخصوصا الضعفاء منهم. وتذكر المقالة أن السلطات السعودية خصصت 21 ألف عنصر من قوات الطوارئ للقيام بمهام تنظيم تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي. وتكمن المهمة الرئيسة لهذه القوة في تنظيم عمليات دخول الحجاج وخروجهم من منطقة الجمرات التي تشهد ازدحاما شديدا، ويحاول رجال الأمن الحد من ضغوط التكتلات البشرية والحيلولة دون وقوع كوارث الازدحام، كما تركز هذه الفرق على حماية الضعفاء مثل كبار السن والعجزة. ويتم تشكيل الكردون البشري الذي لا يمكن اختراقه على شكل دائرة من عناصر قوات الأمن الخاصة تتولى حماية العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال أثناء التدافع في منطقة الجمرات، ويتم توصيل هؤلاء إلى مناطق بعيدة آمنة من معضلات التدافع الشديد بعد إنهاء مناسكهم.
والكردون البشري ليس التشكيل الوحيد الذي تقوم به قوات الأمن، حيث يتم وضع عدة سياجات بشرية لكسر تكدس الحجاج عن مناطق معينة أو التشابك بالأيدي وتكوين سلاسل بشرية للفصل بين الحشود. وإضافة إلى الإجهاد الكبير والعمل المضني في أجواء قد تكون شديدة الحرارة في بعض الأحيان وشديدة الازدحام دوما، يخاطر الكثير من رجال الأمن بأرواحهم ويتعرض بعضهم للإصابات والإعياء في أداء أعمالهم، ولكن كل هذا يهون من أجل تيسير أمور الحجاج والمحافظة على سلامتهم وطلب المثوبة من الله في أداء هذا العمل. وتصف المقالة جهود حراس الكردون بأنهم أفضل ما في المكان، كما يعبر كثير من الحجاج وخصوصا الضعفاء عن امتنانهم لهذه الخدمات.
إن الجهود التي تبذلها أجهزة الدولة بمختلف فروعها في خدمة الحجاج وتيسير أداء مناسك الحج لجميع ضيوف الرحمن أمور واجبة ومطلوبة لمن حظي بشرف خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ولكن لا يمكن إنكار عظمة هذه الجهود وتفاني القائمين عليها ولزوم شكرهم على ما بذلوه. وما كانت تلك الجهود لتنجح في أداء مهامها دون تفاني الجموع الكبيرة من الرجال البسطاء الذين يقفون في الميدان لتنفيذ الخطط والأعمال وتحمل المخاطر، فهم اللبنات الأساسية التي تبنى عليها الخطط وتنفذ من خلالها الجهود وتنجح بثباتها الأعمال. ويستحق الواقفون في الميدان والمتحملون لمسؤولية مباشرة أداء المهام كامل التقدير وكل الثناء والشكر العرفان على جهودهم وعملهم. وينبغي هنا الإشادة بكل من يركزون على تفاصيل خدمة الحجاج، وجهود العاملين البسطاء في الميدان، والنجاحات التي يحققونها في خدمة الحجيج، والقصص الإنسانية الجميلة التي تحدث أثناء موسم الحج. ويشهد موسم الحج جهودا إنسانية كبيرة من أناس بسطاء يحاولون كسب الأجر والمثوبة سواءً من خلال توفير المبرات أو تقديم الخدمات أو بإهداء النصح للحجاج أو مساعدتهم على أداء مناسكهم. وهنا لا يسعني إلا أن أشيد بخدمات جميع العاملين والمحسنين البسطاء من عامة الناس أو من رجال أمن أو من الفرق الطبية أو فرق الكشافة السعوديين من الرجال، كما تنبغي الإشادة بفرق الكشافات من النساء اللواتي ساعدن على العناية بالأطفال التائهين ونشرن المعلومات حولهم، ما يسر على ذويهم العثور عليهم. ويشعر المرء بالكثير من الفخر والاعتزاز لما يقوم به رجال ونساء هذا البلد الكريم من جهود مضنية ومشكورة لخدمة الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن. ومع أن هناك الكثير من الناس الذين يركزون على بعض الجوانب السلبية في خدمات الحج كغلاء الأسعار ومبالغة البعض التكسب من الخدمات المقدمة للحجيج، إلا أن هناك كما هائلا من الإيجابيات والخدمات وأعمال الخير التي تقدم للحجاج، كما أن هناك الكثير من القصص الإنسانية الجميلة والجهود الخيرة التي يبذلها أناس بسطاء في خدمة الحجاج، حبذا لو تمت الكتابة عنها وإبرازها من قبل وسائل الإعلام المحلية والخارجية المنصفة.