ساحة «أحد» سوق شعبية تستقبل الحجاج .. و«عشبة مريم» الأكثر مبيعا
تتخذ مُسنات وعمالة وافدة الأماكن التي يحرص الحجاج على زياراتها كالمواقع الأثرية والمساجد، موقعا لبسطاتهم الشعبية التي يروجون عبرها بضائعهم مثل الأعشاب والخردوات وغيرهما من الهدايا قليلة الثمن، إلا أن الحجاج يعتبرونها "قيّمة" كونها من المدينة المنورة. ويلاحظ الزائر لموقع ساحة غزوة أحد وجبل الرماة عشوائية وفوضى المكان في ظل وجود بضاعة تتعرض لسوء تخزين ولهيب شمس حارة، يشتريها الزوار لعلاج طبي كـ "عشبة مريم" التي تقول بائعاتها إنها الأكثر مبيعاً على الحجاج كونها "تسهّل عملية الولادة".
وتقول أم صالح وهي في العقد السابع من العمر إن جميع بسطات ساحة أحد لا تخلو من "عشبة مريم والشيح والنعناع المجفف والسنا مكي والحرجل"، مشيرة إلى أن تلك الأعشاب تنمو في الأودية وتنبت مع نزول الأمطار، ودورها يكمن في قطف تلك الأعشاب من الجبال والصحراء ووضعها في الأكياس، مشيرة إلى أن منطقة الشمال وخيبر هي من أفضل المناطق المناسبة لنموها ولا يمكن نموها في المدن.
#2#
وحول الأعشاب التي تبيعها قالت إن أكثر الأعشاب مبيعاً لديها الشيح وعشبة مريم والتي تماثل طريقة الشاي في طبخها وشربها.
وأكدت سالمة أنها تجلب الأعشاب من القرى في أكياس كبيرة وتلجأ إلى تجفيفها إن احتاجت إلى ذلك ثم تعرضها على الزوار في بسطتها، مشيرة إلى أن بعضها كعشبة مريم لديها من العام المنصرم وأنها تستطيع تخزينها لعشرة أعوام قادمة وبيعها دون أن تتعرض للتلف.
وأضافت أن الأرباح ترتفع نسبتها للقريبة من مقبرة شهداء أحد بينما تقل نسبة الشراء والربح للبعيدة عنها، لافتة إلى أن المواسم هي وقت الربح إذ إن موسم العمرة يعد مصدر دخل كبير لبسطات جبل أحد، مبينة أن البضاعة المطلوبة من قبل زائري المنطقة من الداخل تقتصر على الشنط بينما الزوار من الخارج يعتمدون على شراء الأغراض رخيصة الثمن إلى جانب الأعشاب، ويعتمدون في جلب البضاعة من الخردوات كالسبح والمظلات والكحل على الموزعين ويتم السداد لهم بالتقسيط.
ولم يقتصر البيع في البسطات على السعوديات بل يجاورهن في البسطات عمالة آسيوية من الرجال والنساء يقومون ببيع التمور والأعشاب، حيث أشار أحد العمال من الجنسية الباكستانية إلى أنه يبيع التمور التي أنتجتها مزرعة كفيله، بينما أشارت بائعة من بني جلدته إلى أنها تعمل في بسطة خاصة بها لتساند زوجها الذي يعمل في ورشة حدادة.
من جانب آخر، طالب عدد من المواطنين والزوار بلدية أمانة المدينة المنورة بتفعيل دورها في رقابة البسطات ووضع أكشاك خاصة بالبائعات تحميهن وبضاعتهن حرارة الشمس وتجعل من الموقع التاريخي مكاناً منظماً يجسد صورة جميلة تعكسها عدسات الحجاج العائدين إلى بلدانهم بعد التقاط الصور التذكارية في الموقع.
وقال سالم العمري إن الأعشاب التي تبيعها البساطات تتعرض إلى الشمس لأوقات طويلة إضافة إلى تخزين لعدة سنوات مما قد يترتب عليه أضرار صحية جسيمة عند تناولها خاصة في الحالات الحساسة كالنساء الحوامل اللاتي يتناولن أعشاب تسهيل الولادة.