قلة وعي «الحجاج» لا علاج لها
كتب الله لي الحج في موسم 1433 وشاهدت حجم المعاناة التي يعانيها منسوبو الدولة المسؤولون عن تنظيم خطة الحج من قلة وعي الكثير من الحجاج، فالكثير لا يحترم النظام ولا ينصاع للتعليمات والإرشادات التي توجه لهم بعديد من اللغات.
أمر طبيعي أن تحدث بعض السلبيات في موسم الحج، فتنظيم أكثر من ثلاثة ملايين من البشر في مساحة ضيقة من الأرض ليس بالأمر السهل، ولا يمكن أن يخلو من السلبيات متى ما علمنا أن الكثير من الحجاج من طبقة غير متعلمة، وتأتي من مناطق ريفية لم تتجرع النظام ولا تعرفه ولا يمكن أن تتعاطى معه.
شاهدت التدافع الذي حدث في محطة القطار في "مزدلفة" في عام 1433، وشاهدت كيف حطم الكثير من الحجاج سياج المحطة متدافعين غير مكترثين بمن هم في داخل المحطة من شيوخ ونساء وأطفال، وشاهدت حالات الإغماء التي حدثت في تلك الليلة وشاهدت حجم معاناة رجال الأمن ومساعيهم للسيطرة على تلك الحالة من الاندفاع.
أغلبية السلبيات التي تحدث في مواسم الحج من وجهة نظري السبب فيها يعود إلى قلة وعي الحجاج وعدم انصياعهم للتوجيهات والتعليمات التي تصدر من الجهات المنظمة للحج.
مثلا في موسم حج هذا العام بلغ عدد الحجاج غير النظاميين الذين تسللوا إلى المشاعر المقدسة أكثر من نصف مليون حاج - بحسب إحصائيات لوزارة الحج - هؤلاء يتصرفون بشكل فردي ولا ينتمون لحملات نظامية تأويهم ويتحركون معهم وفق خطة الحج، وجعلوا من الأرصفة والشوارع مأوى لهم "الافتراش"، هذا العدد الهائل الذي يعوق حركة الحجاج من خلال افتراشه ألم يكن موجودا في المشاعر نتيجة قلة وعيه وعدم انصياعه للأنظمة والفتاوي التي "تُجرم" فعلته؟
المشكلة أن البعض ما زال يقسو على الجهات المسؤولة عن تنظيم الحج، ويسلط الضوء على سلبيات طبيعية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم متى ما كان العدد ضخما كعدد الحجاج، ويغمض العين عن الجهود المبذولة التي تدعو للفخر.
لِم لا نسلط الضوء على المشاريع الضخمة التي أقيمت في المشاعر وكلفت الدولة مليارات الريالات دون منة؟ لِم لا نتحدث عن المشاهد الرائعة التي يقدمها رجال الأمن في خدمة الحجيج التي تبثها وسائل الإعلام العالمية؟ لِم نقسو دوما على أنفسنا ونركز على سلبيات بسيطة وغير جوهرية تحدث في أي مكان يضم كل هذا العدد الهائل من الجموع؟