650 حاجا في حملة وهمية داخل مدرسة أهلية متهالكة في العزيزية

650 حاجا في حملة وهمية داخل مدرسة أهلية متهالكة في العزيزية
650 حاجا في حملة وهمية داخل مدرسة أهلية متهالكة في العزيزية
650 حاجا في حملة وهمية داخل مدرسة أهلية متهالكة في العزيزية
650 حاجا في حملة وهمية داخل مدرسة أهلية متهالكة في العزيزية

كشفت جولة لـ"الاقتصادية" وجود 650 حاجا لا يحملون تصاريح تابعين لحملة وهمية، متخذة إحدى المدارس الأهلية المتهالكة في العزيزية بالقرب من مشعر منى سكنا لهؤلاء الحجاج، إضافة إلى عدم وجود وجبات غذائية أو حافلات لنقلهم.

ووقع هؤلاء الحجاج وهم من جنسيات عربية ضحية للحملة الوهمية التي تتخذ من مدينة بريدة في القصيم مقرا لها، حيث تراوحت أسعار الالتحاق بها للحاج الواحد بين ألفين وأربعة آلاف ريال، وتضمنت بعض شروط العقد ايصالهم للحج برا من بريدة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتجهيز سكن ملائم وتوفير وجبتين في اليوم غداء وعشاء مع توفير وسائل للتنقل بين المشاعر والعودة بهم إلى مدينة بريدة عبر حافلات.

وأكد لـ"الاقتصادية" حجاج أن اتفاقهم تم مع إحدى شركات التجارة والمقاولات في القصيم -تحتفظ الصحيفة باسمها وبصورة من سندات الحجاج الرسمية-، مشيرين إلى أنها لها عدة مكاتب أخرى وبأسماء مختلفة، حيث اتفقوا مع مدير الشركة من إحدى الجنسيات العربية بعدما تبين لهم تنظيمها حملات للحج مقابل مبلغ مادي تراوح بين ألفين وأربعة آلاف ريال، وتم إعطاؤهم سندات بالمبالغ التي دفعوها.
#2#
وأوضحوا أنه تم نقل نحو 650 حاجا على 13 حافلة في أسطول واحد حيث بلغ ما دفعوه نحو 1.6 مليون ريال، دون أن يؤكدوا ما إذا كان هناك حجاج آخرون تابعون للحملة نفسها، ومن ثم توجهوا إلى ميقات السيل الكبير وهنا بدأت القصة، إِذ فوجئوا بإخبار المسؤول عن الحملة المرافق لهم بأن عليهم الانتظار في الميقات حتى يوم عرفة لكي يحاول إدخالهم للمشاعر المقدسة عبر المنافذ، وذلك لعدم استخراج تصاريح للحجاج، مؤكدا أن يضمن لهم دخول المشاعر المقدسة من دون تصاريح.

وخاف الحجاج من عدم تمكنهم من دخول المشاعر إضافة إلى ضياع ما دفعوه من مبالغ عليهم خاصة أن عائلاتهم وأطفالهم كانت برفقتهم، الأمر الذي اضطرهم إلى دخول المشاعر عبر سيارات خاصة تقوم بتهريبهم إلى داخلها، بحسب قول الحجاج.
وعند دخولهم إلى مشعر منى في اليوم الثامن من ذي الحجة تبين لهم أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال من صاحب الحملة الذي لم يف بوعوده لهم بتوفير وسيلة نقل داخلية، إضافة إلى عدم توفير وجبات الإعاشة، حيث تعرض الكثير منهم وهم من كبار السن والأطفال للتعب والإرهاق الشديدين.
#3#
وفي يوم عرفة اتجه بعض حجاج الحملة الوهمية عبر حافلات نقل قاموا بتأجيرها على حسابهم الخاص لإيصالهم إلى عرفات، فيما البعض الآخر وفر لهم صاحب الحملة حافلات نقل بعد اتصالات عديدة به وتهديده باللجوء إلى الجهات الأمنية.
وفي هذا اليوم تعرض العديد منهم للإرهاق الشديد والمرض نظرا لعدم توفر وجبات غذائية ومياه للشرب إلا أنهم قاموا بشراء بعض الوجبات الخفيفة على حسابهم وباعطائها لكبار السن والأطفال.

ويضيف الحجاج أنه عند العودة إلى منى بعد رمي جمرة العقبة اتصلوا بصاحب الحملة لتوفير السكن الذي وعد به فأكد لهم أن السكن جاهز، وعند التوجه إلى هذا السكن وجدوه عبارة عن مدرسة أهلية سابقة مبناها متهالك يفتقد جميع الخدمات والسلامة، إضافة إلى تدني مستوى النظافة بشكل كبير فيه، كما أنه لا يسع كافة الحجاج فافترش بعضهم حوش المبنى، كما أنهم اكتشفوا وجود أشخاص مستأجرين جزءا من الغرف في المبنى إيجارا سنويا بنظام العزاب.

ورصدت "الاقتصادية" في المبنى وجود العديد من حجاج هذه الحملة وهم منهكون من التعب والجوع والعطش ومرض البعض منهم خاصة الأطفال وكبار السن، نظرا لعدم وجود مبالغ مالية معهم تكفي لتوفير احتياجاتهم من الطعام بالرغم من تكفل صاحب الحملة بتوفير كل المتطلبات الأساسية اللازمة لهم.

واتفق جميع الحجاج على أنهم وقعوا ضحية عملية نصب واحتيال من قبل صاحب الحملة إلا أن أحدهم ذكر أنه يحج للمرة الثانية مع هذه الحملة، وأنه حج معها سابقا وكانت خدمات متوافقة على مع وعدوه بها، ولم يتعرض لكل ما لقيه هذا العام.
#4#
كما رصدت الصحيفة وجود حافلات رسمية للشركة الأم نفسها، وهنا أكد الحجاج أن صاحب الشركة سعودي يعرفونه لكن ذكر لهم أن الوافدين الذين اتفقوا معهم هم أصحاب الحملة وهو مجرد وسيط. واشتملت الحملة على العديد من الجنسيات أبرزها المصرية، تليها السودانية والباكستانية، الذي أكدوا أن تهديدهم لصاحب الحملة بإبلاغ السلطات أجبره على توفير مكيفات صحراوية لهم في مبنى المدرسة المستأجر لحجاج الحملة في حي العزيزية.
وتواصلت "الاقتصادية" مع أحد العاملين -من جنسية عربية- الذي تعاقد مع هؤلاء الحجاج، فأكد عدم صحة اتهامات الحجاج، مشيرا إلى أن الشركة تنظم حملات للحجاج دون تصاريح نظامية ثم اعتذر عن استكمال الحديث، طالبا التواصل فيما بعد إلا أنه لم يتجاوب أو يرد على الاتصالات.

كما تواصلنا مع أحد العاملين في الحملة فنفى أنه غير مسؤول عن الحملة وإنما عرض عليه المسؤول الأول في الحملة المرافقة والإشراف على حافلة مقابل الحج مجانا، مؤكدا نفيه أي علاقة رسمية له بالشركة.

الأكثر قراءة