«سليفيات» رمي الجمرات غير

«سليفيات» رمي الجمرات غير

عمد حجاج إلى توثيق رحلة أداء مناسك الحج عبر أجهزتهم الذكية من أجل بثها في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن اللافت في عملية التوثيق أنها ركزت بشكل كبير على صور "سيلفي" وتحديد لدى رمي جمرة العقبة في أول أيام النحر أمس، من أجل "قهر الشيطان" على حسب قول أحد الحجاج.
فريد محمود واجه جميع الأرتال والحشود البشرية القادمة نحو الجمرات واحتمل التدافع والضغوط التي يتعرض لها قريبا جدا من جمرة العقبة الكبرى، كل ذلك من أجل التقاط صورة تذكارية لـ "رجم الشيطان"، على حد قوله.
ويرى فريد وهو مصري الجنسية يعمل في الاستشارات القانونية أن أهمية التقاط هذه الصورة تمثل أولوية بالنسبة له في يوم النحر، مبررا ذلك بقوله: "لطالما انتظرت هذه اللحظة إذ لا أحد يتخيل مشاعري وأنا أرمي الشيطان الذي طالما أعيش معه في صراع مستمر بين الخير والشر وكثيرا تغلب عليّ في حياتي .. إنه عدوي الأول وجاءت لحظة الانتقام والتطهير، لذلك وعدت أصدقائي بأن أوثقها". وعلى الرغم من أن الشيطان هو عدو الإنسان الأول الذي أخرجه من الجنة بحسده وتكبره، وفي اليوم الذي كتب الله أن يرمى الشيطان يوم النحر يتسابق معظم حجاج بيت الله الحرام على التقاط صور تذكارية مع الشيطان "الشاخص" سواء أفراداً أو جماعات. ولا يجد الحجاج أي محاذير من التقاط صورة مع "الشيطان" وإن كان الموقع رمزيا، حيث أوضح الحاج موسى طالع أنها لحظات إيمانية عظيمة، كتب فيها الله أن يدحر إبليس وينكفئ من عباد الله الذين يأتون من كل فج عميق، ويكفي أن تكون الصورة أبلغ من الحديث أحيانا.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد بدأوا فجر أمس رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات وسط أجواء هادئة، كما قاموا بنحر الأضحية والهدي اقتداء بالرسول - عليه الصلاة والسلام.
وفي الجهة المقابلة لجمرة العقبة الكبرى كان الحاج عادل حسين (29 عاما) يحاول إقناع أحد رجال الأمن بالتوقف لالتقاط صورة "سيلفي" له مع شاخص الشيطان، وبعد عدة محاولات استطاع أن يجد زاوية صغيرة تسلل من خلالها بالقرب من الجمرة وتهيأ لأخذ الصورة.
وعند سؤاله عن أسباب ذلك، أشار حسين إلى أنه كان ينتظر هذه اللحظات منذ سنوات طويلة، وقال: "الشيطان هو رمز من رموز الخبث وصنع المكيدة فطوال العام يرتكب الشخص السيئات والآثام بدافع وتغرير من هذه الشخصية التي يسعى الجميع لالتقاط الصور في موقع دحرها وإن كان هذا الموقف رمزيا .. وأعتقد أن صورة سيلفي هنا تعني النصر مقابل لحظة عشتها في صراع مع آثام الشيطان ومعاصيه".

الأكثر قراءة