رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تسوير عرفات .. حل أمثل

رغم الجهد الذي تبذله الجهات المختصة لمنع الحج بدون تصريح إلا أن هذا الجهد ما زال مجرد "محاولات"، ولم تستطع اجتثاث هذه المعضلة المؤرقة لخطة الحج، ولم تنفع معها الفتاوى التي لا تجيزه أو العقوبات كـ "الترحيل" أو مصادرة السيارات الناقلة والمهربة لهؤلاء غير النظاميين.
الحج بدون تصريح هو أكثر ما يشغل بال الجهات المسؤولة عن الحج، فهو يرفع من معدل كثافة الحجاج ويعرقل خطة الحج بفعل افتراش الطرقات والأرصفة الذي يحدثه، كما يهدد حياة الحجيج من خلال التدافع والتزاحم الذي ينتج عنه.
في موسم 1433 كتب الله لي الحج، وشاهدت "سهولة" اجتياز هؤلاء الحجاج غير النظاميين نقط التفتيش، فأمام نقطة تفتيش ما بعد "السيل الكبير" وهي النقطة المخولة بالتأكد من حمل الحجاج المنتقلين عبر المركبات للتصاريح، كانت أفواج من الحجاج "الراجلة" تتجاوز نقطة التفتيش بأعداد كبيرة دون أن يعترضهم أحد من رجال الأمن، ولا أعلم إن كانوا يواصلون مسيرتهم نحو مكة على الأقدام، أم أن هناك من ينتظرهم خلف نقطة التفتيش، ليهربهم على مركبته.
بكل أمانة الأعداد الهائلة العابرة على الأقدام لا يمكن إيقافهم إلا من خلال كتائب أمنية يبلغ تعدادها الآلاف، ولا يمكن السيطرة عليهم أو منعهم من خلال بضعة أفراد من رجال الأمن العاملين على نقاط التفتيش، ويبدو لي أن توفير عدد كاف لمنع هؤلاء يصعب متى ما علمنا أن مداخل مكة كثيرة، وأغلبية رجال الأمن يوجدون في المشاعر لخدمة الحجاج وتنظيم خطة الحج، إضافة إلى عملهم الأساسي ألا وهو توفير الأمن لأكثر من ثلاثة ملايين حاج.
لا حلول من وجهة نظري لوقف الحج بدون تصريح إلا تطبيق مشروع تسوير المشاعر (إحاطة المشاعر بسور يمنع تسلل الحجاج غير النظاميين)، الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين في 2012 وما زال تحت الدراسة.
هي فكرة يمكن تطبيقها، ولو جزئيا على منطقة عرفات، متى ما علمنا أنها ذات مساحة صغيرة ويمكن السيطرة عليها، ومتى ما منعنا الحجاج غير النظاميين من دخولها وعدم إتمام الركن الأكبر في الحج، ربما يكون هذا رادعا، يجعل كل من ينوي الحج بدون تصريح يفكر ألف مرة قبل المضي إلى ما نوى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي