كأنه الوداع الأخير .. باكستاني تقوس ظهره يرثي نفسه بالبكاء في منى
لم يكن بكاء السعبيني منير الرحمن بمجرد وصوله لمشعر منى ليلة عرفات سواء رثاء لنفسه، حيث اعتبر أداءه مناسك الحج هذا العام الوداع الأخير له.
وشارك حجاج محيطون بالحاج الباكستاني أحزانه عندما بكوا معه، واختلطت لدى الجميع مشاعر الفرحة بالتواجد في المشاعر المقدسة، ومشاعر الحزن لدى البعض الذي مر به العمر ولم يأتها إلا متأخرا. واعتبر الحاج منير الرحمن أن وجوده في المشاعر وسط هذه الملامح التنموية الجبارة نقطة تحول في حياته رغم مرور 72 عاما واستذكر معها قصة حجته الأولى التي كانت منذ ربع قرن موضحا أنه يعتقد أنها الحجة الأخيرة.
ويقول: كنت أجمع الكثير من المدخرات حتى أتمكن من أداء الفريضة ولم أنعم بالكثير من الرفاهية لأن وقوفي هنا يستحق مني أن أتفانى في جمع المال حتى أؤدي الفريضة رغم ما سمعت عنه ورأيته عبر وسائل الإعلام من تجهيزات حديثة تجعل من رحلة الحج نزهة إيمانية بين هذه الجنبات المقدسة.
ويضيف الحاج منير الرحمن أن ظهره تقوس من سنين مضت على إيقاع أمنية واحدة وهي أن أؤدي الفريضة وأتنفس نسائم منى والمشاعر وأن أقف هنا محرماً ملبياً حاجاً، قبل أن ينقطع عمري في هذه الحياة، وها أنا أجد نفسي بين إخواني المسلمين من كل مكان، وأشاركهم لذة التجوال في هذا البياض الممتد بين يدي الله. وأضاف: "عند تجولي في مشعر منى لم أشعر تماما بآلام الظهر لانشغالي بالدعاء والصلاة، ورأيت مشاهد مؤثرة للغاية تسابقت فيها الدموع ولهجت فيها الألسن مستجيبة لنداء الخالق عز وجل، رغبة في ثوابه وخشية من عقابه، وشعرت أنني أحج للمرة الأخيرة رغم أن الله وحده يعلم متى سأموت.
وأشاد الحاج "منير الرحمن" بالخدمات التي تقدمها الجهات المشاركة في حج هذا العام وفي كل حج، وما تقدمه من خدمات على مدار الساعة، كما أشاد بدقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها، واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها.