رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ثري سويدي يدهش الدنيا بتقشفه وإحسانه

قد لا تجد عائلة في أوروبا وهي ليست على علم بشركة إيكيا. إنها واحدة من الشركات العالمية العملاقة التي في كل سنة جديدة تطبع الكتلوجات وبمئات الصفحات وبعدة لغات وبمئات الملايين من النسخ وتوزعها من خلال البريد ومجانا في أنحاء العالم كافة.
و"إيكيا" التي تتربع على تجارة الأثاث المنزلي في العالم ليست غنية عن التعريف كما هو شأن العمالقة الكبار في دنيا الإنتاج والاقتصاد والصناعة والتجارة والتكنولوجيا. هي شركة لا نعرف عنها إلا اليسير ويخفق أكثر الاقتصاديين مهارة في تقدير القيمة السوقية لها وكذلك حجم ثروة صاحبها، السويدي إنكّفار كامبراد.
"إيكيا" من الشركات العملاقة القليلة في الدنيا التي تتطبع بطبائع صاحبها الذي أنشأها في عام 1943 وعمره لم يناهز الـ 17 عاما. هذا رجل معروف "ببخله" وتقشفه على مستوى السويد إلى درجة أن سلوكه وتصرفه صار للناس هنا مضربا للأمثال.
ورغم بلوغه 81 سنة فهو لا يزال يتمتع بحيوية ويفرض طبائعه على هذه الشركة العملاقة التي لها أكثر من 350 فرعا في نحو 40 دولة في العالم.
وحتى هذا اليوم يرفض إنكّفار تسجيل شركته في أسواق الأوراق المالية وفي غياب اكتتاب للأسهم من غير الممكن تقدير قيمة الشركة بصورة مضبوطة.
وحسب آراء الاقتصاديين السويديين لو طرح إنكّفار أسهم شركته للاكتتاب بعد الطفرات في المبيعات والأرباح المتتالية والتوسع الهائل ولا سيما في الصين وشمال أمريكا لربما وصلت قيمة أسهمها عنان السماء ووضعته على رأس قائمة أغنى أغنياء الدنيا.
ما هو السر الذي يجعل إنكّفار يرفض تعويم شركته وطرحها للاكتتاب وهو بلغ من العمر عتيا ومن ثم ينتعش ويسعد ويقفز من الفرح وهو يرفع سبابته مبتسما أمام كاميرات الإذاعة والتلفزة العالمية كما فعل صاحب شركة علي بابا الصينية؟
يقول مقربون منه أنه يكره هذه الطبائع ويهرب منها. فهو لا يزال يعيش ضمن عقلية وبيئة الفقر والحرمان التي عاشها ضمن نطاق عائلته ولن يغادرها أبدا.
فهو متقشف بصورة لافتة للنظر رغم المليارات التي يتبرع بها ورغم ثروته الهائلة. مؤسسته الخيرية تسبح في بحر من المال يقدر بمليارت الكرونات السويدية.
وحسب تقارير الأمم المتحدة فاقت تبرعات إنكّفار للاجئين السوريين تبرعات أي غني آخر في العالم أجمع وأخيرا هرع لتقديم العون للاجئين العراقيين بعد الأحداث الأخيرة، وهنا أيضا كان حجم ما قدمه أكبر مما قدمه أي غني آخر في العالم.
وإن نظرت إليه ــــ وقد رأيته شخصيا وسلمت عليه ــــ فإنك سترى شخصا عاديا جدا يحمل حقيبته بيده ويبدو منظره وكأنه عامل متقاعد يعيش على الكفاف.
لم يبدل سيارته وهي فولفو موديل عام 1977 ويأكل في أرخص المطاعم ويقال إنه يتجنب حتى مطاعم "إيكيا" ذاتها المعروفة برخصها التي أسسها هو بذاته وجلبت له ربحا يقدر بمليارات الدولارات العام الماضي، مفضلا أكل النقانق من أكشاك خارج فروع شركته.
وعندما تم اختياره أفضل رجل أعمال في العالم لأحد الأعوام وذهب ليتسلم الجائزة رفض الحراس دخوله القاعة, لأن منظره وطريقة لباسه أظهرته أنه شخص عادي جدا، ومن ثم شاهده أحد الحراس وهو يصل إلى المكان بسيارة نقل عام (باص) مع زوجته.
ومع كل هذا فهو وطني يحب بلده ويطلق الأسماء السويدية "أشخاص وجغرافيا وتاريخ" على كل المنتوجات التي تتعامل بها شركته العملاقة.
ولكن عندما أراد الناس في مسقط رأسه تكريمه وذلك بنصب تمثال له في مدينتهم حدثت مفاجأة لم يتوقعوها. عندما قص الشريط وأمام العمدة والكاميرات لفّ التمثال في كيس ومنحه هدية للعمدة قائلا له: "علك تستفيد منه في المستقبل لخدمة ما في بيتك".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي