صباحك يا وطن
في إجازة اليوم الوطني غدا، تستحضر الأجيال حكاية وطن، تشكلت جغرافيته وتضاريسه وأطرافه وأطيافه، بعد توفيق الله، بجهد وإصرار من مؤسس هذه الوحدة المباركة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
وقد ازدادت هذه الوحدة واللحمة رسوخا، وأصبحت المملكة العربية السعودية، بلد الخير والعطاء، وصار أبناؤه وبناته علامات مميزة في التفوق والتميز والريادة والعطاء.
إن من الصعب اختزال هذا التاريخ العريق في بضع كلمات. ولكن حالة الملايين من الطلاب والطالبات الذين يخرجون صبيحة كل يوم إلى جامعاتهم ومدارسهم، تجسد الثمرة الأهم لهذه الوحدة، والحفاظ عليها، فهؤلاء هم نواة هذا المستقبل، مثلما كان آباؤهم وأجدادهم نواة أعطت هذا الحاضر الجميل.
يخطئ البعض عندما يمارسون جلدا أليما للذات، ويتصورون أن هذا الأمر هو الطريق السوي للصلاح. وهم يمارسون مقارنات مجتزأة، يصوغون من خلالها وطنا متخيلا، لا وجود له على الأرض.
هم يريدون لهو بلد ما، ولكنهم لا يرتضونه عندهم، ويريدون ديموقراطية ذاك البلد، ولكنهم يرغبون في إعادة تفصيلها بصياغة تتفق مع الخصوصية، ...إلخ. محصلة كل هذه الاجتزاءات تعطي نفس الصورة التي ينتقدونها.
وهذه ليست طرفة، فإن خوض النقاش المتعمق يكشف لك، أن خط الرجعة في النماذج المجتزأة يتمثل في عبارة "ما يتوافق مع خصوصيتنا". وهذه العبارة، هي التي تم استحضارها، من أجل بناء هذا المجتمع.
إن الأمن المائي والغذائي والاجتماعي والفكري ...إلخ، هو محور النمو والرفاه، وهو أكثر أهمية وضرورة، من المماحكات التي يمارسها البعض من خلف شاشات هواتفهم الذكية.
إن الحقائق من حولنا تزيد كل مخلص، قناعة ويقينا وإصرارا على الحفاظ على هذه الوحدة، والذب عن الوطن، بكل أطيافه، وعدم السماح لأي مختل أن يثير الأحقاد والضغائن بين أطراف الجسد الواحد.