إنها حرب المخدرات

تتعرض المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة لحرب شرسة، تتمثل في هجوم كاسح من البر والجو والبحر، يحمل سموما ومخدرات.
وتقف وزارة الداخلية بقوة، في وجه طوفان لا يكاد يتوقف. وهناك قصص نجاح سجلتها الجمارك السعودية في مختلف المنافذ، من أجل تطويق هذا الطوفان والحد من تأثيره.
ومع ذلك، فإن ما يتسرب للداخل، ينعكس أثره على الجيل الجديد، الذين يتعرضون لإغراءات تجربة المخدرات وحبوب الهلوسة بأشكالها المختلفة.
إن هذه الحرب الشرسة التي تواجهها المملكة، لا تقل قوة عن قوى الإرهاب والغلو والتطرف. بين تطرف حرب المخدرات التي تستهدف السعودية وحرب الأفكار المتشددة والطائفية من هنا وهناك، يبدو من المهم أن تتواكب الجهود من أجل خوض هذين الحربين، والاستبسال فيهما بمنتهى القوة.
من هنا يمكن اعتبار أن محاكاة المملكة العربية السعودية لتجربة المرصد الأوروبي للمخدرات، خطوة مهمة في طريق هذه الحرب الفاضلة. وقد أسعدني حقا توجيه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بإطلاق المرصد السعودي لمكافحة المخدرات، إضافة إلى إطلاق شبكة إلكترونية بالتعاون مع الجهات المعنية والشريكة في مواجهة ظاهرة المخدرات.
إن من المؤلم حقا، أن ظاهرة المخدرات، أضحت من الظواهر المقلقة، وهي تؤدي إلى تعطيل الإنسان، وتحويله إلى كتلة غير منتجة. كما أنها تفضي إلى جرائم منفرة نسمع عنها من وقت لآخر مثل الاعتداء على الوالدين ضربا وقتلا، ناهيك عن الممارسات والتجاوزات الأخلاقية الأخرى التي لم تعد تخفى على أحد.
إننا نأمل أن يؤدي وجود المرصد، إلى إشاعة نوع من التحفيز لجميع القطاعات الاجتماعية والتربوية والثقافية والإنسانية والشبابية من أجل الاندماج مع جهود وزارة الداخلية ومواكبتها. إن هذا الوطن أمانة، بشبابه وبناته الذين يحملون راية المستقبل، وعلينا أن نحميهم من تغول حرب المخدرات ضدهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي