رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


يا مسؤولي التعليم .. رجوتكم .. اقرأوا هذه الرسالة

.. من بداية السنة الدراسية، تتالت في حسابي بـ"تويتر" وعلى الإيميل صور لمدارس متهالكة، بعضها قديم، وبعضها مستأجر. وما لفتني مدارس جديدة حديثة البناء نقلت لي طالبات ومدرسات وأمهات صورا لا يمكن أن يقبلها أي مسؤول في وزارة التعليم، حتى لو لم يكن جادا. وكنت أسألهن كل مرة، هل لديكن إثباتات أن الصور حقيقية، ومأخوذة من مدرسة جديدة، فيرددنّ سريعا ويرسلن الصور الكاملة عن المدرسة ببنائها الخارجي، واللوحات الكبيرة المكتوب عليها بوضوح اسم المدرسة ورقمها- ولا أدري لماذا هذا الإصرار "التربوي" بالتسمية رقميا لمدارس البنات؟ هل هناك أمر منطقي، أم شرعي؟ لن نبحث هذا الأمر الآن- لم أنشر كل الصور خصوصا التي تصور واجهات المدارس واللوحات المكتوب عليها أساميها.
وأخاطب هنا إخواني المسؤولين: لا أرغب ولا أقبل التشهير، فهو من نوع صفع الأبواب في وجه الحلول، وألجأ لترك الأبواب مواربة للمسؤولين لكي يصلحوا الوضع البائس الذي نقلته الصور ويتحققوا منه، ويجدوا الحلول من جذورها وليس فقط الترميم السطحي. إحدى الأمهات دار حديث لي معها بالخاص كالتالي:
الأم- إيش صار على الموضوع الذي لا يحتمل في مدرسة ابنتي، أنا أم ولا تظن أني سأتوقف أو أهدأ، فابنتي بالداخل وسط القذارة..
- أعطيني مهلة لأعرض الموضوع على المسؤولين، ثم أعود إليكِ.
- وإن لم يعبّروك؟!
- عندها "أهدّك عليهم"!
- إي والله هدّني عليهم، وشوف اللي بيصير.
هذه الأم لم تقف ولم تتكل علي وحدي، فلم تترك موقعا إلا ونشرت فيه الصور مع كلام يدل على قلب يحترق.. يحترق حزنا وضيقا وغضبا بحمم تغلي بالداخل.
كل هذا على أهميته إلا أنني أود من كل مسؤول مختص في الوزارة أن يقرأ هذه الرسالة التي لحزني وأسفي الشديدين أترجمها من الإنجليزية. البنت الصغيرة لم تذكر لي مستواها الدراسي، ويبدو أنها في الثانوية أو آخر المتوسطة. طيب، لماذا كتبت لي بالإنجليزية؟ سأتركها تشرح السبب.. مع التذكير بأني أختصر الرسالة دون أن أمس شعرة من معناها:
"آسفة أني بنت سعودية، ولم أغادرها أبدا، و"أعجز" أن أكتب بلغتي. والقصة تبدأ من مرحلة الابتدائية السنة السادسة، لما انفصل أبي عنا، وتولت أمي الصرف علينا وحيدة من ورث من أبيها بنت به عمارة صغيرة نسكن إحدى شققها، وتؤجر باقي الشقق. ودخلنا كقماش يكفي سترنا دون أن يفيض سنتمترا واحدا. العمارة الصغيرة بحي جديد، ففرحت أمي أن رأت مدرسة ببنيان جديد. سجلتني أمي في المدرسة ثم لاحظت قذارات منتشرة في ساحة المدرسة ومكومة بشكل تزعج الذوق، فخطر لها أن تجول على دورات المياه، ورأت ما أزكم عينيها قبل أنفها، وعرجت على الفصول فرأت الطاولات المكسورة والمكيفات المفتوحة الأحشاء. ولما تناقشت مع المديرة طردتها المديرة بأقذع الكلام. فما كان من أمي إلا أن أخذت من لحم قدرتنا الضيقة ودرستني وأختي في مدرسة تعلمنا فيها الإنجليزية، ونسينا مهاراتنا العربية. قلي لي يا أبي: من أضاع لغتي؟.. ومسخ هويتي؟"
الإجابة، كما يقول المثل الأجنبي: الكلمات تتوقف، والمشاعر تنهمر!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي