سنقولها قريبا.. «كدت أن تكون رسولا»
بدأ الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم العام الدراسي الجديد بخطاب "صارم" وجهه للطلاب والمعلمين والمسؤولين في الوزارة، حيث رفض أولا كل السلوكيات غير السوية التي تصدر من الطلاب، التي تتجاوز ــ على حد وصفه ــ مبادئ الدين وقيم المجتمع، مطالبا بمواجهتها ــ متى ما وقعت ــ بصرامة تضمن عدم تكرارها.
ثم وجّه خطابه ثانيا صوب المسؤولين في الوزارة عندما أكد أنه لن يقبل أبداً أن يتقاعس المسؤول في أي من مرافق الوزارة عن ممارسة دوره، أو يقصر في أداء رسالته، قبل أن يعرج للركن المهم في قطاع التعليم ألا وهو المعلم عندما قال "لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزق سهل، لا يحول بينه وبين نيل راتبه منها سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق".
خطاب الفيصل قوبل بترحيب حار من قبل المغردين في "تويتر" ووسائل الإعلام، فالجميع يعي أن قطاع التعليم في السعودية مر بفترة "استرخاء" على جميع الأصعدة خلال السنوات الماضية، وهو ما يتطلب تلك الصرامة التي اتضحت في خطاب الفيصل.
حالة الاسترخاء في قطاع التعليم استشعرتها القيادة في البلد مبكرا، وهو الأمر الذي دفعها إلى دعم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في المملكة بـ 80 مليار ريال، إضافة إلى ما يتم تخصيصه سنويا للوزارة من ميزانية الدولة. البرنامج الذي حددت مدته بخمسة أعوام وشكلت لجنة وزارية للإشراف عليه، ينتظر أن ينقل القطاع نقلة تاريخية نوعية متقدمة سيجني الوطن وأجياله القادمة نفعها وخيرها.
نعم نحن مقبلون على نقلة نوعية في قطاع التعليم، فالبرنامج سيدعم التأهيل النوعي للمعلمين من خلال برامج دولية لما يقارب 25 ألف معلم ومعلمة، إضافة إلى دعم التوسع في رياض الأطفال من خلال افتتاح 1500 روضة أطفال، وربط المدارس بالإنترنت بسعات عالية، وتجهيزات الفصول الذكية، ومعامل الحاسبات لتوفير متطلبات التعليم الإلكتروني، ودعم بناء مشاريع المباني المدرسية، وترميمها وتأهيلها وصيانتها ونظافتها.
خالد الفيصل وهو الرجل المشهود له بإتقان العمل، الذي وضح جليا عند توليه إمارة مكة، وضع خريطة طريق ومُصر على المضي فيها وتتضمن "لا لتقاعس المسؤول.. لا لسلوكيات الطلاب الخاطئة.. لا للمعلم الذي يرى التعليم مجرد وظيفة لا يجني منها إلا المال".. وكلي يقين أن الفيصل سيجبرنا قريبا على وصف المعلم بـ "كدت أن تكون رسولا"، وهو الوصف الذي نسيناه ردحا من الزمن.