قاطع الرؤوس فنان

هناك مشكلة تتطلب من علمائنا الأفاضل جهدا من أجل توضيحها للعامة، وهذه المشكلة تتمثل في تحرج البعض عن إصدار حكم واضح على القتلة والسفاحين من منسوبي داعش والقاعدة وسواهما من التنظيمات التي تهدد مجتمعاتنا.
مطلوب من كل أصوات الاعتدال إعلان مواقف واضحة من تيارات العنف الديني الذي يصدر من مختلف الطوائف والملل، سواء كانت هذه الطوائف سنية أو شيعية، ولا يمكن حتما تجاهل التطرف الذي يسود الخطاب الصهيوني وبعض الخطابات النصرانية.
إن الكراهية والكراهية المضادة بين الإنسان والإنسان، وجدت بيئة خصبة، من خلال اللعب على متلازمات عاطفية تستقوي بالحس الديني، وتمارس البشاعة التي لا تتسق مع كرامة الإنسان.
إن التدين الحقيقي هو فعل الإيجابي، يرتقي بالحس الإنساني، ويجعله سلوكا وشعارا وممارسة حياتية متكاملة.
عندما أجد من يصفق بدم بارد لحفلات قطع الرؤوس التي تمارسها داعش لعنة الله عليها وبقية تيارات العنف، أتساءل: ما الذي يجعل البعض تتملكه شهوة الدم؟!
كيف يمكن لمغني راب يعيش في بريطانيا أن يصبح قاطع رؤوس تابعا لداعش، ويتباهى بذلك عبر نشر صوره في مواقع التواصل الاجتماعي؟! كيف يمكن للاعب كرة قدم أن يرمي بأبنائه إلى جحيم داعش؟!
هناك شذوذ وتطرف من الجهتين. غلو في التدين، وجنوح إلى الإفراط في الحريات السلوكية إلى درجة توفير المخدرات وإعلاء قيم المثلية الجنسية بشكل غير مسبوق.بين هذا التطرف وذاك يواجه المجتمع الإنساني مصيره بترقب.
ونحن وسط كل هذا لا نجد حرجا في الاعتزاز بقيمنا الإسلامية الوسطية، التي تتسامى عن السقوط بين مطرقة الغلو وسندان التفريط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي