المرأة التي أبكتني (1)

في إحدى دوراتي التدريبية التي أقدمها، سألت المتدربات كنوع من تبادل الخبرات بينهن، من منكن تخبرنا عن قصة ملهمة في حياتها تستحق أن تتشاركها مع زميلاتها؟
رفعت إحدى المتدربات الشابات يدها، فطلبت منها الحضور للوقوف أمامهن وإخبارنا بقصتها، وابتدأت بسرد قصتها قائلة: تزوجت صغيرة من زوج متسلط كان بينه وبين الرحمة عداء مستحكم، بدأ بضربي وإهانتي وأنا صابرة لا أشكو لأحد من أهلي، اكتشفت فيما بعد أنه مدمن مخدرات، ولكن كان الأوان قد فات لأني أنجبت منه ثلاثة أطفال، ومن أجلهم تحملت صنوف الإيذاء الجسدي والنفسي بشكل لا يمكن أن تتصوره عقولكم، ففي إحدى الليالي التي حدث فيها شجار بيني وبينه أطلق علي رصاصة من مسدسه استقرت في فخذي، فأخذت أصرخ وأستنجد بجيراني ولكن كانوا نياما ولم يسمعوني، كان هائجا وخشيت على أطفالي فأخذت أجر نفسي جرا وأنا أنزف إلى أن دخلت في الغرفة معهم وقفلت الباب علينا وفتحت النافذة وأنا أصرخ بأعلى صوتي إلى أن سمعني أحد الجيران فهب لمساعدتي وأنا في الرمق الأخير، بعد أن نزفت كمية من الدم لم تكن قليلة، في المستشفى أدخلوني غرفة العمليات وتم استخراج الرصاصة وعمل تجبير لرجلي بعد إصابتي بكسر نتيجة وجود الرصاصة في عظم الفخذ، وظلت رجلي "مجبرة" لمدة ستة أشهر لأكتشف بعدها إصابتي بعاهة مستديمة، سببت لي عرجا بسيطا، أظنكم جميعا لاحظتموه في مشيتي، المحزن المبكي أن الشرطة وقت إفاقتي من العملية سألوني عمن أطلق علي الرصاص؟ ولأني أدرك جيدا أن زوجي سيحرمني من أطفالي إن اعترفت بالحقيقة، فقد أخبرتهم كذبا بأنني كنت أنظف سلاح زوجي فانطلقت منه رصاصة رغما عني، وبذلك لم يحاسب زوجي على جريمته البشعة، استمر مسلسل صبري معه وموقفي السلبي تماما تجاه حياتي وأنا أراها تتلاشى أمام عيني وأنا لا أحرك ساكنا، فقد كان الخوف يقيدني> في إحدى المرات أيضا كان هائجا نتيجة المخدرات فقام بطعني في بطني وانغرزت السكين في بطني، وحين تم إسعافي في المستشفى وكالعادة كنت أرتجف خوفا من فكرة أن يأخذ أطفالي مني أخبرتهم fأنني سقطت على السكين td أثناء تنظيفي المطبخ، كنت سلبية تماما وأرتجف خوفا وأكتفي برؤيتي سنين عمري وهي تُسلب مني من قبل زوج قاس ظالم مدمن للمخدرات...
سأكمل لكم قصتها في مقالي القادم، فحكاية كفاحها تسطر بماء الذهب!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي