ليبيريا: «حظر تجول» في منطقتين سكنيتين للحد من انتشار «إيبولا»
فرضت رئيسة ليبيريا "ايلين جونسون سيرليف" حظر تجول ليلي اعتبارا من مساء أمس، والعزل الصحي على سكان حيين سكنيين أحدهما في العاصمة "مونروفيا"، في مواجهة انتشار وباء "ايبولا" في هذا البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الإصابات.
ووفقا لـ"فرانس برس" يثير الوباء حالة من الخوف المتزايد في العالم على الرغم من عدم تسجيل أي إصابة خارج القارة الإفريقية.
وأعلن "ديفيد نافارو" منسق الأمم المتحدة لفيروس "ايبولا"، أمس، أنه سيعود خلال الأسبوع الحالي إلى ليبيريا وسيراليون اللتين سجل فيهما عدد كبير من الإصابات، وكذلك غينيا ونيجيريا حيث أصيب عدد من الأشخاص بالفيروس. وسيسعى إلى تعبئة 7500 من جنود حفظ السلام في ليبيريا لمكافحة المرض.
وقالت "سيرليف" في خطاب بثه التلفزيون والإذاعة "اعتبارا من الأربعاء 20 آب (أغسطس) سيكون هناك حظر تجول من الساعة 21.00 ولغاية الساعة 06.00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش)".
وأمرت الرئيسة الليبيرية "بإغلاق كل مراكز الترفيه ومتاجر أفلام الفيديو اعتبارا من الساعة 18.00".
وعبرت "سيرليف" التي كانت قد أعلنت حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد في السادس من آب (أغسطس)، عن أسفها لأن السلطات لم تنجح على الرغم من الجهود المتزايدة التي تبذلها والإجراءات القاسية التي تلجأ إليها في وقف تفشي الوباء.
وقالت "لم نتمكن من السيطرة على المرض بسبب استمرار حالة الإنكار والممارسات الجنائزية التقليدية (عادة لمس جثامين الموتى في الجنازات) وعدم احترام رأي الطواقم الطبية وتحذيرات الحكومة".
وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس أن سكان "حي ويست بوينت" البالغ عددهم نحو 75 ألف شخص وجدوا أنفسهم منذ صباح أمس، مطوقين بشريط من العسكريين والشرطيين المدججين بالأسلحة.
ورد السكان برشق الحجارة وترديد هتافات غاضبة ضد السلطات. وقال "باتريك ويسيه" لـ"فرانس برس" في اتصال هاتفي "ما تفعله هذه المرأة (الرئيسة) ليس إِنسانيا. لا يمكن سجننا فجأة بدون إبلاغنا مسبقا، كيف سيأكل أبناؤنا؟".
واتصل عدد من السكان بإذاعات محلية ليؤكدوا أن تجار الحي ضاعفوا أسعار السلع منذ صباح الأربعاء.
وأسفر وباء "ايبولا" وهو الأخطر منذ ظهور الفيروس المسبب للحمى النزفية في 1976، عن وفاة 1229 شخصا على الأقل حسب حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية في 16 آب (أغسطس)، من أصل 2240 إصابة مؤكدة أو مشبوهة أو مرجحة.
وقال منسق الأمم المتحدة، إنه سيتوجه مساء أمس إلى "دكار" قبل أن يزور على التوالي "مونروفيا" و"فريتاون" و"كوناكري" و"أبوجا" يرافقه "كيجي فوكودا" أحد المسؤولين في منظمة الصحة العالمية "لإنعاش القطاع الصحي" في هذه الدول التي تواجه امتحانا صعبا بهذا الوباء.
وصرح "سيبريان فابر" مسؤول المساعدة الإِنسانية لغرب إفريقيا في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس أن ليبيريا التي سجلت فيها 53 من الوفيات الـ84 الجديدة و48 من الإصابات الـ113 الجديدة تعاني من تراكم الظروف غير المواتية.
وأشار إلى انتشار الوباء في المناطق المكتظة بالسكان حول العاصمة إلى جانب الأقاليم المجاورة في شمال البلاد المحاذية لسيراليون وغينيا وكذلك "العدد الضئيل جدا للأطباء مقارنة مع عدد السكان" (0.1 لكل عشرة آلاف نسمة مقابل معدل 2.6 في إفريقيا حسب منظمة الصحة العالمية).
في المقابل تحدثت المنظمة عن إشارات "مشجعة" في غينيا التي انتشر منها المرض مع بعض الإجراءات "الفعالة" وكذلك في نيجيريا التي تضم أكبر عدد من السكان بين دول إفريقيا، مشيرة إلى "التعرف على سلسلة واحدة لانتقال العدوى" و"يقظة" السلطات.