لاستمرار نجاح برنامج الابتعاث

إن إنجازات عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ما أكثرها ومن أهمها من وجهة نظري جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، دخول المرأة مجلس الشورى، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والسبب إنها ترسم مستقبل وطننا وأبنائه ونتائجه ستنعكس على تطور الوطن وجاهزيته ليكون شريكا في المنظومة العالمية.
من خلال العديد من المقالات الصحفية ووسائل الإعلام الحديث تابعت ما نقله المشاركون في رحلة وزير التعليم العالي لرعاية تخرج أفواج جديدة من أبطال المستقبل ومشاركتنا مفاخر إنجازاتهم وأحلامهم بالمشاركة في رسم مستقبلهم وهو مستقبل الوطن. وأنا أتأمل رؤية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي (أن يكون الابتعاث للمراحل الدراسية، والتخصصات التي تحتاج إليها المملكة والمقدمة في الجامعات الرائدة عالميا) وأتعمق في قراءة الأهداف:
تنموي: تزويد سوق العمل المحلية باحتياجها من الكوادر السعودية المؤهلة المتخصصة.
تعليمي: التمكن من العلوم الحديثة في المؤسسات التعليمية المتميزة عالميًّا.
مجتمعي: إتاحة الفرصة للمؤهلين من أبناء الوطن للحصول على تعليم متميز. ثقافي: تعزيز التواصل الثقافي مع الحضارات المختلفة، والتعريف بثقافتنا، وقيمنا. وعند اطلاعي من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة على التخصصات التي يبتعث لها البرنامج في مرحلته العاشرة (الطب، العلوم الطبية، العلوم الأساسية، العلوم المالية والاقتصادية، الهندسة، النقل البحري، علوم الحاسب والمعلومات، العمارة، علوم البيئة، تقنية النانو، الطاقة المتجددة، جيولوجيا التعدين، القانون، الإعلام الرقمي، الطب البيطري، السياحة والفندقة، علم النفس الإكلينيكي)
أصل لقناعة مؤكدة بأن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي هو منتهى الطموح لما يتطلع إليه ولاة الأمر في بناء مستقبل الأجيال وأن تلك المخرجات وتخصصاتها هي الأساس.
أما حينما التقي أو أسمع عن بعض (أودّ إن أكرر بعض) المخرجات وتخصصاتها أتفاجأ بالمستوى والتخصص، وسأضرب مثلا بسيطا تخصص لغة عربية في أمريكا أو خريج إدارة مالية لا يستطيع قراءات ميزانية.
من الجانب الآخر، مستوى مبتعثي شركة أرامكو وبرنامج ابتعاث طلبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (الممول من وزارة التعليم العالي)، ومستوى الجامعات ونوعية التخصصات التي يلتحقون بها وآلية الإشراف ومتابعة التحصيل ومستواهم الدراسي المتميز.
أصل لقناعة أن ما نحتاج إليه اليوم لاستمرار نجاح البرنامج لتحقيق طموح القيادة إدارة مختلفة تستنسخ تجربتي "أرامكو" وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في إدارة برامجهم وخصوصا كيفية الإشراف على المبتعثين وإن توفر وزارة المالية التمويل اللازم للجهاز المشرف، ويمكنهم الاستعانة بطلبة الماجستير والدكتوراه المبتعثين من خلال العمل الجزئي للاستفادة من خبرتهم الواقعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي