رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الاصطفاء الوهمي

حاولت الحركات الإسلاموية ــــ من مختلف الطوائف ــــ أن تسبغ على نفسها نوعا من التزكية، التي تجعلها في منأى عن ممارسة النقد الذاتي، باعتبار أنها تمثل جوهر وخلاصة الفكرة الدينية. تغلغلت فكرة الفرقة الناجية في أدبيات تلك الفرق، حتى أصبحت تعطي لمعتنقيها صكوك غفران وهمية. من ينظر إلى حفلات القتل الجماعية التي كانت ولا تزال تنفذها القاعدة، ومهرجانات قطع الرؤوس وسبي النساء وتحويلهن إلى جواري التي تمارسها داعش، يمكنه أن يتخيل كيف يستغل البعض الدين بأبشع صورة. الحقيقة أن هذا ليس جديدا. لقد قامت الحروب الصليبية التي استهدفت المشرق العربي على أفكار متطرفة أيضا، تم توجيهها لتخدم الهدف النهائي، المتمثل في إثراء خزائن حكام العصور الوسطى. داعش والقاعدة ـــ إذا تجردنا من العاطفة ومارسنا الحياد ــــ لا فرق بينها وبين أي متطرف صليبي. كل هؤلاء وأولئك يوقدون جذوة التعصب الديني. زعمت داعش ــــ لعنة الله عليها ــــ أن من لم يهاجر إليهم فهو كافر. هنا تظهر بشاعة الاصطفاء الوهمي لدى هؤلاء المجرمين. تسمية هؤلاء الشواذ بالمجرمين هو المقدمة الأولى لتجريدهم من هذا الاصطفاء الوهمي. الإلحاح على الفكرة واجب على العلماء والإعلام.
أي تبرير لهؤلاء المجرمين هو خيانة لله ورسوله. الدين ليس كرة يتناوب عليها القتلة والسفاحون، باختلاف مسمياتهم، سواء كانوا من المسلمين السنة أو الشيعة، أو حتى من المتطرفين اليهود والنصارى. نريد أن نحمي ديننا من قاعدة الظواهري وداعش البغدادي وبقية حركات الإرهاب والتطرف ومناصريهم المتلونين. الصمت عن تعرية هؤلاء الخوارج يعني انسياق مزيد من المغرر بهم متأثرا بفكرة الاصطفاء الوهمي.
هامش: أستميح القراء الكرام في إجازة قصيرة عن الكتابة. دعواتكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي