رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تحسين صورة «الهيئة» الحسنة

مطالب غريبة تُطلب من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها تلك المطالبة باللجوء إلى التسويق والترويج من أجل تحسين سمعتها. وتكمن الغرابة في صناعة أمر غير موجود في الأساس، فهل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ذو سمعة سيئة ليسعى لتحسينها؟ وإن كانت "الهيئة" وهي الجهاز الذي يقوم بعمل جعل المسلمين خير أمة أخرجت للناس ذات سمعة سيئة فماذا عن سمعة الآخرين؟!!
لدي يقين بأنه في حال نفذت جهة مختصة في الاستفتاءات والإحصاءات "استفتاء" حول أهمية جهاز الهيئة ورضا البسطاء عنه وهم المتعايشون معه يوميا في الشوارع والأسواق وفي الأماكن العامة فإنه ــ أي الاستفتاء ــ سيحقق نسبا عالية من الرضا والامتنان للجهاز، وهو أمر نتلمسه من خلال حديث الناس عن الجهاز في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي.
لا يعيب جهاز الهيئة الخطأ الفردي الذي يقوم به بعض أفراده، ولا تعني تلك الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها أي جهاز حكومي آخر أن الهيئة لها سمعة سيئة، ولا يمكن أن يقلل من أهمية الهيئة ودورها في خدمة المجتمع ترصد البعض لتلك الأخطاء وتهويلها.
كانت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محقة وهي ترفض "فكرة" الاستعانة بالنجوم السعوديين من المشاهير في موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"كيك" من أجل تحسين صورتها أمام الرأي العام السعودي وهي الفكرة التي سعى لإقناعها بها عدد من وكالات الدعاية والإعلان والتسويق ــ بحسب أخبار صحفية.
بالفعل الهيئة لا تحتاج إلى تحسين صورة هي "حسنة" في الأساس، ولا تحتاج إلى إبراز منجزاتها، فعملها يلمسه الناس يوميا في كل مكان، والمركز الإعلامي للهيئة يبث إنجازاتها في رصد السحرة ومطاردتهم، والقبض على مروجي الخمور والمخدرات والحد من انتشارها بين شبابنا، إضافة إلى إسهاماتها في محاربة الابتزاز والقبض على المبتزين لبناتنا بسرية تامة لا تسيء للفتاة أو أهلها.
للهيئة وجهت نظر جميلة في مسألة ترويج البعض لمنجزات الأجهزة الحكومية مقابل "المال"، فهي ترى أن من يقبض المال من أجل المدح لن يتوانى في قبضه من أجل توجيه النقد، وهي ترفض استخدام تلك الوسيلة مطلقا.
بالفعل من يقبض اليوم ليثني عليك، لن يتوانى في القبض ليسيء لك، ومنهج الهيئة في هذا الأمر هو الصواب بعينه ويجب أن تنتهجه كافة الأجهزة الحكومية الأخرى وألا تنساق خلف من يروج الثناء ليقبض، فمن يقبض ليثني لا مبدأ له، وقد يطعنك من الخلف عندما يتوقف الدفع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي