العصابات المسلحة والكبت الجنسي
تنظيم القاعدة وأخواته يستغل الكبت الجنسي لبعض الشباب ويجعل متنفسه العاجل استباحة نساء المغلوبين، أو الحوريات المرتقبات بشهوانية بادية وظاهرة بحسب توصيفاتهم.
ففي الموصل تم توثيق اختطاف عدد كبير من الفتيات بذريعة السبي، كما أفاد نازحون عن سلب بعض بناتهم القاصرات بالقوة، ومن امتنع تم قتله فورا، وفي أيام قلائل ظهرت مقاطع لبعض من غسلت أدمغتهم وإلى جوارهم يظهر فتيات جميلات بعنوان أنهن زوجات أو جواري من السبايا اللائي قسمهن ضابط حزب البعث السابق، وأمين الاتصالات السرية للموساد الإسرائيلي في العراق وهو زعيم تنظيم فواحش "داعش" حاليا.
وبهذا يتم توظيف الغرائزية والشهوانية الجنسية، في مجتمعات عربية محافظة، ترتفع نسبة العنوسة فيها، وتعطل عدد كبير من الشباب عن القدرة على الزواج، والنهوض بتكاليف المعيشة المتصاعدة.
إن الجانب الذي لم يتم التطرق إليه ــــ استغلال الكبت الجنسي من قبل العصابات المسلحة ــــ هو واحد من أساليب الاستدراج القوية جدا، والتي درج عليها تنظيم القاعدة في أفغانستان ثم الجزائر والآن في سوريا والعراق، وإن الضحايا هم مدفعون بدوافع شهوانية صلبة وعنيدة بغطاء ديني يتلخص في الاستباحة والاغتصاب أو المكافأة بامرأة لا تقدر على الصبر عنه.
إن هذه العصابات المسلحة، تعتبر أي انسحاب هو انكشاف أمني لها، كما أنه يصيب بالعدوى السارية، ولذا هي تعمد إلى القتل العلني وبطريقة مروعة جدا، ولكي تجعل الأمر أكثر صعوبة في الهروب، تفرض هذه العصابات كتعبير عن الولاء والانتماء ظهور المنتمي الجديد لها، الظهور في مقاطع مصورة وهو يمارس الذبح أو قتل مدنيين عزل، أو حتى قتل بعض بني جلدته بذريعة النفاق أو الخيانة أو غيرها. وكل هذه الممارسات يجب أن يقوم بها المنتمي الجديد كتعبير أولي على صدق الولاء والسمع و الطاعة.
وبحسب إفادات المعتقلين والذين استرجعتهم دولهم بالمصادفات السعيدة التي تحدث قليلا جدا، والتي تضيق الفرص بتكرارها، بعد نجاح كل تجربة عودة لأحدهم لأن تلك العصابات، تُضيق المنافذ بالهروب أكثر. وتوسع من دائرة القتل الداخلي بغرض الترويع الهائل للباقين، إن غواية الجهاد المفترض، تحول صاحبها إلى ضحية ومجرم حرب وسفاح من الدرجة الأولى.
إن هذه الصورة المركبة من رواية التائبين والناجين من تلك المحرقة الهائلة العظيمة، ليست هي الصورة الكاملة، وليس الجزء الناقص منها هو تأثير الوعظ الديني، وغواية قنواتهم الفضائية التي يملكونها والتي تسوق من بين يديها.. ضعاف العقول، وبسطاء التدين. لممارسة قتل المخالفين لهم في معتقداتهم الدينية قربة إلى الله تعالى. وليست القصة تنتهي بفعل الكراهية المتوغل في ذواتهم، بعد سنوات طويلة من غسل الدماغ أن فئة من البشر تستحق القتل أو امتهان الكرامة الإنسانية، وفرض الضرائب المالية عليهم بوصفهم لا ينتمون للدين الحق، ولا ينتمون لأفكارهم الضالة التي يحمل أسلحتها، وسكاكينها الحادة، والنافذة على رقاب المبتدعة والنصارى، وأي مذهب مغاير لهم من أي ملة كانت. وكل من يكون له رأي غير مرض عنه.
لقد عزفت هذه العصابات على الوتر المشدود في المجتمعات العربية عامة. وتر الكبت الجنسي. وسكب الكثير من الأسماء الدينية التي تجعل الشاب قوة ضاربة بغرائزه لكل ما يشتهي ويريد فكل شيء أمامه سيكون مباحا ومستباحا وحلالا طالما هي أجساد نساء للمخالفين له وخارجين عن الحق المطلق الذي يمثله هو وحده والذي سيفرضه بالقهر والسلب وسبي النساء ليترك لشهواته الحلال وانتهاك أجسادهن كهدية له على جهاده العظيم!