رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حوكمة قطاع رعاية الشباب

رعاية الشباب كقطاع يعد من أهم القطاعات التي ترعاها الدولة. ذلك أن الشباب هم عماد هذا الوطن ومستقبله الذي يُبنى عليه الأمل، برغم اختلاف المسميات لهذا الجهاز والآراء التي تنادي بترقيته إلى وزارة للشباب والرياضة، إلا أن هذا الجهاز كغيره من أجهزة الدولة التي تحتاج إلى تطوير واهتمام إداريين لترقية عمل المؤسسة وقطاعاتها، ذلك ما نسميه حوكمة القطاع العام أو الإدارة الرشيدة.
جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير عبد الله بن مساعد رئيسا عاما لرعاية الشباب من أكثر الأخبار المحفزة على أن هذا الرجل سيأتي بالجديد، وأبارك له هذه الثقة الملكية الغالية، وهو القادم من بيئة الأعمال التجارية كمؤسس ورئيس لمجلس إدارة واحدة من أنجح الشركات في المملكة، الخبرات التي تكونت للرئيس الجديد تدرك معنى حوكمة الشركات وأهميتها في تحقيق مصالح جميع المستفيدين، ورعاية الشفافية والعدالة والموضوعية.
كثيرا مما تعانيه مؤسساتنا الحكومية من إشكاليات يمكن معالجتها وحلها جذريا من خلال تطبيق ممارسات الحوكمة ومعالجة الأنظمة المالية المهترئة، حيث تتمثل المبادئ العامة، التي تقوم عليها حوكمة الشركات على:
1- حماية حقوق المستفيدين.
2- ضمان المعاملة العادلة لجميع المساهمين وأصحاب المصالح.
3- توفير الحماية للأدوار التي يقوم بها أصحاب المصالح.
4- السعي لتحقيق الإفصاح والشفافية الكاملة.
5- ضمان تحقيق وعدالة مسؤوليات المجالس العليا.
وحيث تبنت حوكمة الشركات Corporate Governance العديد من الإصلاحات للأنظمة والتشريعات القائمة لضمان تحقيق المبادئ السابقة، ومن أهمها الفصل بين الوظائف لضمان الاستقلال لكل مهمة عن الأخرى، لتقليل فرص ما يعرف بتضارب المصالح بين مختلف الأطراف الداخلية والخارجية. والاستقلال هنا يتطلب وجود مستقلين من ذوي الخبرة في مجالس الإدارة لضمان وجود رقابة فعالة ومستقلة.
كما تؤكد حوكمة الشركات أهمية وجود أنظمة مكتوبة لمختلف المهام التي تمارسها المنظمة، أنظمة لإدارة الموارد البشرية، والرقابة المالية، وغيرها. هذه الأنظمة يجب أن تكون معلنة للجميع وقابلة للتطوير والتفاعل مع معطيات العمل. كما يجب ألا تتأثر المنظمات بوجود أو غياب الأفراد المؤثرين بها، وهذا ما يطلق عليه مأسسة العمل.
أيضا تمنح حوكمة الشركات أهمية قصوى لموضوع قياس الأداء، واستخدام مؤشرات القياس المالية وغير المالية والتي تساعد على كشف الخلل والانحراف أثناء سير العمل، ومعالجة أوجه القصور في حينها. تستخدم هذه المؤشرات لقياس الأداء في مختلف مراحل العمل، ولا تقتصر على قياس النتائج النهائية بما خطط لها. وهذا من أهم أوجه القصور التي يمكن توجيه الاهتمام لها في القطاعات العامة، وهو قياس الأداء في مراحل مختلفة والعمل على معالجة الانحرافات الناتجة وتنبؤ المخاطر المستقبلية التي قد تبرز بعد البدء في عملية التنفيذ.
كذلك فمفهوم الشفافية في حوكمة الشركات يمنح أهمية بالغة لتوفير أكبر قدر من الحماية عن سوء استغلال السلطات والمسؤوليات، ومحاسبة المقصرين. ووجود نظام يتسم بالشفافية يعد حماية مهمة لمصالح المستفيدين كافة، حيث تتعاطى الشفافية مع متطلبات ذات علاقة بالتخطيط والتعيين وممارسة العمل ومنح المكافآت والمحاسبة والمساءلة عن أوجه القصور والخلل، وهذه أمور تعد محفزا ورادعا لكل من يتقاطع مع مهام ووظائف المنظمات.
لا شك أن مثل هذه الموضوعات لا تغيب عن فكر المسؤولين في رعاية الشباب، لكنها في حاجة إلى أن تمنح أهمية عليا وأولوية في إصلاح هذا الجهاز حتى يحقق المآرب التي ينتظر من هذا الجهاز المهم تحقيقها. وفق الله الجميع، وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي