رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لماذا يصرخ الكاتب، ولماذا ينزعج المسؤول؟

أهلا بكم في مقتطفات رمضانية.
***
* ها هو رمضان الذي عشنا به أياما مضيئة، التي أرجو اللهَ تعالى أن تكون رفعتنا سمْتاً وأخلاقاً وإيمانا. وأتقدم لكم بأفضل التبريكات بقدوم عيد الفطر المبارك، راجياً القادرَ العظيم سبحانه أن يعيده علينا، بدون أن يتكرر سفحُ دماء الأطفال والمدنيين، بدون النزوح من البيوت الحافظة إلى البراري المكشوفة أو في المخيمات البائسة. أدعو الله أن يغيرنا للأفضل، ويزرع في قلوبنا القوة والشجاعة لنصدع بالحق ونقف معه.. من حق من يموتون ويُقهَرون أن نقف معهم حتى لو عانينا وشقينا. الدمُ الذي أهرق، والعذابات التي دارت في كل الدنيا صورها، لها جانب آخر لم نتأمله بعمق.. وهو، في يوم، ما الشعور الذي ستحمله لنا الأجيالُ الحالية والقادمة، التي عانت أشد ما عاناه بشر، لمّا يسألوننا: "ماذا فعلتم لنا يا إخواننا؟" وتختنق في داخلنا الكلمات!
***
* يسأل السيد عبد الله الفزاع: "تعالت ظاهرة الكتاب الذين يصرخون بمعاناة المواطن، ثم أنهم فقط يوقظون الغضبَ ويؤججونه داخلنا، ثم.. لا شيء؟"
أخي الحبيب عبد الله، اعذرني على اختصار رسالتك. أظن أن من واجبات الكاتب أن يعبر عن مطالبات وصرخات المواطن، إن الكاتبَ يقرأ له الجميعُ خصوصا صانعي القرار، فهو ينقل صوتك مشهدياً وعاطفياً وظرفيا ونفسياً لأهل القرار، ثم لما تصل لآذان أهل القرار أعتقد أنه أنجز مهمته. إن الكاتب هو ردود أفعال منقولة من واقعه وأحاسيسه التي تطابق مشاعر المواطنين أو بعضهم، ولا يمكن منطقا أن أطالب كاتباً بإيجاد الحلول لسببين لا يستطيع القيام بهما؛ أولا، هو ليس صانع قرار، فلا يملك أن يضع قرارا أو حلا من ناحية فيزيائية واقعية، وثانيا أن الكاتب ليس موسوعة المعارف ليضع حلولا لكل مشكلة، ولا يجب عليه أن يتبنى أو يقترح حلا ليس في اختصاصه وتخصصه. والذي يجب أن يكون حتى نجد الحلولَ للقضايا الكبرى هو إيجاد قنطرة تفاهم بين أصحاب الرأي وأصحاب القرار.. إن المناطق الموصولة تدور بها الحركة من طرفين فتأتلف الأفكار التي تساعد على وضع الحلول. ما زالت منطقةُ الكتّاب ومنطقة المسؤولين بلا قنطرة ربط.. فكل ما يقال بين الطرفين يسقط في الهوة الخالية. ولعلنا نعمل جميعا لإيجاد هذه القنطرة، فينخفض الصراخ من الكتاب، وتحفز المسؤول للتعبير بشفافية.. عندها كثير من أصابع اللوم ستقل، لننتقل لمرحلة التفهّم والتفاهم.
***
* والمهم: المدرسة والجامعة شيء، والمعرفة شيء آخر. المدرسة والجامعة بُحيْرة محددة بعلومٍ محددة، والمعرفة محيطٌ بلا نهاية. لذا يتفوق من يرى الحياةَ كلها مدرسة وهو طالب فيها طيلة حياته. الذين يسألون هم طلاب المعرفة، وأود أن أقول للشباب وهم أكثر من يثير الأسئلة وهذا دليل على نباهاتهم: قبل أن تسألوا ابحثوا جيدا في الكتب، وابحث في "جوجل" فإما أنك تجد إجابة لسؤالك، أو ستتقدم بسؤالٍ أفضل. لا تقلقوا، لا أحد يطلب منكم بحثا. فقط.. ابحثوا!
في أمان الله..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي