«بي أم دبليو» تدافع عن نمط أكبر للسيارات الرياضية

«بي أم دبليو» تدافع عن نمط أكبر للسيارات الرياضية
«بي أم دبليو» تدافع عن نمط أكبر للسيارات الرياضية

مع رؤية "بي إم دبليو" وهي تدشن أول سيارة كهربائية من موديل i3 والهايبريد من موديل i8، وتوسيع مجال إنتاجها من السيارات الصغيرة المتراصة، واستثمار مليارات الدولارات في تكنولوجيا الحد من انبعاث الغازات وإنتاج المواد الخفيفة، فإن سياراتها غالية الثمن، على وشك أن تصبح أكبر حجماً.

عندما كشفت شركة "بي إم دبليو" في آذار (مارس) عن استثمارات قدرها مليار دولار في مصنعها الأمريكي الكائن في "سبارتانبيرج" في ولاية كارولينا الجنوبية، أعلنت أنه يُتوقع أن يكون لموديلها X5 SUV – الذي اعتبر بالفعل مدهشاً بحسب المقاييس الأوروبية - شقيق أكبر.

من المرجح أن يكون لنموذج X7 ثلاثة صفوف من المقاعد، وطول يزيد على خمسة أمتار ووزن يفوق الطنين، وذلك استناداً إلى أبعاد السيارات الأخرى في فئتها.
سيكون أبسط طريق أمام صانع سيارات للحد من الانبعاثات، هو إيقاف بناء الكثير من السيارات الكبيرة، ولكن شركة "بي إم دبليو" غير مستعدة لذلك الخيار، مثلها مثل شركتي فولكس واجن الصانعة لطرازي "أودي" و"مرسيدس بنز"، لسلوك هذا الطريق، لأن زبائنها لا يزالون يطلبون سيارات الصالون و"إل إس يو في" عالية الأداء التي تصنعها، والتي تشكل جزءاً كبيراً من أرباحها.

يقول "أرندت فلينجهورست"، رئيس قسم أبحاث السيارات في مجموعة "أي إس آي": "يعد نموذج X7 عاكساً بشكل مثالي لمعضلة صانع السيارات الفاخرة، فهو يرغب من ناحية في البدء بإنتاج سيارات صديقة للبيئة، ومن ناحية عليه أن يجني أموالاً ليتمكن من صنع هذا النوع من السيارات".

تقول شركة "بي إم دبليو": إن قرارها ببناء نموذج X7 يتوافق كلياً مع موضوع الطاقة المستدامة، ولأنه يفترض عادة وبشكل شامل أن تستهلك السيارات الكبيرة وسيارات "إس يو" في كميات عالية جداً من الوقود "فقد راعينا أن تكون سياراتنا من نوع "إس يو في"، ذات كفاءة من حيث التوفير في الوقود".

فكرت شركة "بي إم دبليو" في بناء نموذج X7 قبل الأزمة الاقتصادية التي نشبت عام 2008، ولكنها تخلت عن تلك الفكرة لتركز على إنتاج السيارات الصغيرة المتوازنة الأقل استهلاكاً للوقود، مع اندلاع الأزمة واستمرارها.
تمكنت "بي إم دبليو" منذ ذلك الحين من صقل وتحسين الخصائص المهمة الحافظة للبيئة، حين أخذت تنتج نموذجها من موديلات i – وهي السيارة الكهربائية التي تستخدم داخل المدن وذات الجسم المصنوع من ألياف الكربون، مثل i3 وسيارات الهايبريد i8 التي يمكن شحنها بالكهرباء. وقد فازت شركة "بي إم دبليو" بالثناء على تقنياتها الفعالة ديناميكياً، التي تحد من انبعاث الغازات وفازت، حسب مؤشر داو جونز لاستدامة الوقود، بمرتبة الشركة الأكثر إدامة للوقود في العالم للسنة الثامنة على التوالي.

أصبح الاتجاه نحو إنتاج السيارات صغيرة الحجم والأقل انبعاثاً للغازات راسخاً جداً في أوروبا، ومن المتوقع أن يُباع نموذج i3 بصورة جيدة في مناطق الساحل الغربي للولايات المتحدة.
في الأجزاء الأخرى من الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى مثل الصين سيبقى الطلب كبيراً على سيارات "إس يو في" الكبيرة، وسيستمر المشترون بإنفاق المال على المزايا الهامشية عالية المستوى.
#2#
باعت شركة "بي إم دبليو" منذ عام 1999 أكثر من 3.3 مليون سيارة من "إس يو في" من نماذج X، وقد شكل ذلك أكثر من ربع مبيعاتها. ومن المتوقع أن تفوق هذه النسبة الـ30 في المائة في السنين المقبلة.

يقول فرديناند دودينهوفر، مدير الأبحاث في مركز أبحاث السيارات في جامعة دويسبيرج إسين: "يحاول صُناع السيارات إيجاد خط وسط" بين اعتبارين يبدوان متعارضين.
ويقول: "يعترف التنفيذيون في صناعة السيارات في حلقاتهم الخاصة بأن 99 في المائة من أرباحهم وأحجام المبيعات، لا يزال يأتي من السيارات التقليدية - ولكنهم يحاولون إيجاد مسار آخر، يكون مقبولاً ولا يؤذي العلامة التجارية للسيارة".

ويضيف: "هذا هو التحدي الأكبر المتمثل بالوفاء بالطلب على اتجاه إنتاج سيارات "إس يو في" الكبيرة، وفي الوقت نفسه الوفاء بأهداف انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون".
يقول "نوربرت رايتهوفير"، الرئيس التنفيذي لشركة "بي إم دبليو": إنه لا يوجد تناقض بين الأهداف الخضراء (استدامة موارد الطاقة) للشركة وبين سلسلة سيارات "إس يو في"، مثل نموذج X6 التي تزن الواحدة منها طنان، وتنفث في الهواء 236 جراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر (في النسخة التي تستخدم البنزين).
قال "رايتهوفير" للمساهمين في أيار (مايو): "تختلف حاجات المستهلكين كثيراً في أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، يسأل الزبائن عادة عن طراز يزيد حجمه عن نموذج X6، ونحن نستجيب الآن لهذه الرغبات".

كما أخبر الصحافيين في الشهر نفسه، وهو يشير إلى أن سيارات "إس يو في" المقبلة ستكون مزودة بمحاور سحب من نوع "هايبريد": "سياراتنا من نوع "إس يو في" لن تشكل خطراً على أهدافنا المتعلقة بانبعاث ثاني أكسيد الكربون".

كانت شركة "بي إم دبليو" قد كشفت في معرض للسيارات في نيويورك في نيسان (أبريل)، عن مفهوم محور سحب إلكتروني في نموذج X5، يستهلك 3.8 ليتراً من البنزين في كل 100 كيلومتر، ويغطي مسافة 30 كيلومتراً سيراً على الطاقة الكهربائية وحدها.
تستثمر هذه الشركة بكثافة أيضاً في تصغير حجم محركات الاحتراق فيها. وقد توفر في العام الماضي للبيع ولأول مرة، نموذج من X5 يحتوي على محرك ديزل رباعي الاسطوانات.
يقول "إيان روبرتسون"، عضو مجلس إدارة "بي إم دبليو" لشؤون المبيعات والتسويق: "المستهلك يحصل على السيارة التي يطلبها، مع مستوى فاعلية لم يكن يعتقد أنه ممكن منذ جيل سبق". مضيفاً أنه "مع آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، يمكنك الحصول على سيارة كبيرة لها أثر قليل من حيث انبعاث ثاني أكسيد الكربون. إن لدي كل الثقة بأنه عند قدوم نموذج X7 إلى السوق، ستكون الرائدة من فئتها من حيث كفاءة المحرك".
ساعد هذا التقدم الذي أحرزته شركة "بي إم دبليو" في تخفيض معدل انبعاث الكربون في أساطيل السيارات الأوروبية، من 210 غرامات لكل كيلومتر في عام 1995 إلى نحو 133 جراماً لكل كيلومتر في العام الماضي.

وطبقاً لقوانين الاتحاد الأوروبي، عليها تخفيض معدل الانبعاثات أكثر من ذلك، لتصبح 100 جرام بحلول عام 2021. كما تهدف شركة "بي إم دبليو" إلى تخفيض استهلاك الموارد بنسبة 45 في المائة لكل سيارة تنتج في عام 2020، مقارنة بمستويات عام 2006. يعد نموذج X7 جزءاً من استجابة الشركة لمنافستها "مرسيدس بنز" التي تمتلك السيارة GL التي تحتوي على سبعة مقاعد، ويبلغ وزنها 2,455 كيلوجراماً وطولها 5.1 متر من سلسلة "إس يو في". وسيارة "أودي" أيضاً نالت الضوء الأخضر للمضي في إنتاج مجال يعلو على فئة Q8، لتكملة فئتها الثقيلة من فئة Q7. على أن ما يضعف وضع شركة "بي إم دبليو" أمام سيارات "أودي"، هو أن الأخيرة، بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي تعد جزءاً من شركة فولكس فاجن، التي تنتج عدداً كبيراً من السيارات صغيرة الحجم. وعلى الرغم من ذلك، قالت شركة أودي" إن هذه النوعية ملزمة بالوصول إلى هدف الاتحاد الأوروبي. يقول البروفيسور دودينهوفر:

"كان رايتهوفير أول من قال صراحة" إن تحقيق أهداف الانبعاث في عام 2020، يمكن أن يضر صناعة السيارات في ألمانيا - وهو كان يعني طبعاً أن الأهداف يمكن أن تسبب الضرر لسيارات بي إم دبليو". الزبائن الذين يقودون سيارة كهربائية في هذه السنة من نموذج i3 سوف يشعرون بالاطمئنان، لأن السيارة الكهربائية تصدر الانبعاثات بنسبة الصفر. بيد أن "إيلينجهورست" من مؤسسة الإحصاءات لا يشك في مصدر الأموال التي ستمول هذه السيارات، المعتمدة على الطاقة المستدامة (أو الخضراء)، قائلاً: "سيدفع المشترون الصينيون لسيارات إس يو في المال للذين يهتمون بأمور البيئة في كاليفورنيا".

الأكثر قراءة