رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الثقافات والقيم .. التربية والتنمية والاستدامة

تعتبر دائما ثقافات وقيم الأمم هي البوابة الرئيسة لمعرفة طبائع وعادات وأخلاق أي بلد كان، لذا عملت جميع الشعوب في العالم على تنمية هذه الثقافات والقيم في أجيالها المتعاقبة وترسيخها في نفوس أبنائها والحث على التعامل بها وتوريثها من جيل لآخر، وللثقافات والقيم دور محوري في النمو الاقتصادي المستدام من خلال وجودها في المكون البشري للتنمية. وفي هذا الإطار حاول ابن نبي في كتابه "مشكلة الثقافة" أن يعرف الثقافة بأنها: "مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يلقنها الفرد منذ ولادته كرأسمال أولي في الوسط الذي ولد فيه. والثقافة على هذا، هي المحيط الذي يشكل الفرد فيه طباعه وشخصيته"، حيث أقام ابن نبي علاقة وثيقة بين الثقافة والسلوك مؤكدا أن: "السلوك الاجتماعي للفرد خاضع لأشياء أعم من المعرفة وأوثق صلة بالشخصية منها بجمع المعلومات وهذه هي الثقافة"، أما بالنسبة إلى القيم فتعرف بأنها المعايير والاعتقادات التي يستعملها شخص ما عندما يواجه وضعا يجب عليه القيام باختيار ما. وعليه، فالقيم هي مجموع ما يحبه الشخص ويكرهه ووجهات نظره وميوله وأحكامه العقلانية واللاعقلانية وتحيزه والتفسير الذي يقوم به شخص ما للعالم المحيط به.
إن تحديد أهم الثقافات والقيم التي يجب أن تزرع في مجتمعنا من خلال برامج التعليم في الجيل الحالي والأجيال القادمة، (لأنه بصراحة بعض الجيل الجديد لا يبدو أن لديه الشيم والمبادئ التي ستخلق المجتمع المنشود)، ومن أهم الثقافات التي يجب أن نركز عليها المنافسة الشريفة، والترشيد وحماية البيئة، واحترام الغير واحترام اختلاف وجهات النظر.
إنني في هذا الصدد أود أن أؤكد على دور وزارة التربية والتعليم في تنشئة الأجيال وترسيخ القيم والثقافات التي يجب أن يتحلى بها هذا الجيل والأجيال القادمة من خلال تبنيها هذا الدور في مراحلها الدراسية منذ المرحلة الابتدائية عن طريق برنامج عملي توضع له مقاييس أداء للتأكد من تحقيقه، فهؤلاء الأجيال هم عماد الأمة ولن تتحقق التنمية الاقتصادية المستدامة المنشودة بدون التركيز على زرع تلك القيم والثقافات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي