السفير في سكاكا

من لندن إلى سكاكا، خطوة قام بها سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، من أجل تقديم العزاء في الطالبة المبتعثة ناهد بنت ناصر المانع، التي استشهدت في بريطانيا بطريقة غادرة.
المسافة التي قطعها السفير من لندن إلى سكاكا، هي ذاتها المسافة التي قطعتها ناهد ــ يرحمها الله ــ وهي تخطو خطواتها الأولى لإكمال مسيرتها في التعليم العالي والعودة لخدمة الوطن، لكن إرادة الله وقدره فوق كل شيء.
كان صوت السفير للأهالي واضحا: لن يهدأ لنا بال حتى يتم كشف الجاني. يدعم هذه الرسالة مواقف متعددة أخذتها سفارات المملكة في عدد من بلدان الابتعاث من أجل الدفاع عن أبنائنا وحمايتهم.
الحقيقة أن سفارات السعودية في الخارج، أصبحت أكثر إشراقا، خاصة مع الإلحاح الدائم من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ــ يحفظهما الله ــ بالوقوف إلى جانب المواطن وعدم الترفع عليه أو التقصير في مساعدته. وهو المضمون نفسه الذي أعاد التأكيد عليه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في لقائه السنوي بالسفراء والبعثات الدبلوماسية الخارجية.
لقد أضافت البعثات التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث مزيدا من المهام والواجبات على السفارات وممثلي وزارة التعليم العالي في دول الابتعاث. وفي بريطانيا مثلا كان وزير التعليم العالي وإلى جانبه سفيرنا هناك يشاركان في حفل تخريج نحو 11 ألف خريج وخريجة قبل بضعة أسابيع. عدد لا يستهان به من هؤلاء الخريجين والخريجات من أصحاب التخصصات التي يحتاج إليها البلد وفي مقدمتها التخصصات الصحية. هذا الأمر يمثل الرد على أولئك الذين لا ينظرون للصورة بإيجابية. وبالتالي فقد حاول البعض استغلال استشهاد ابنة الوطن ناهد، من أجل إيصال رسائل سلبية عن هذا المشروع الوطني الرائد. رحم الله ناهد المانع.